انخرطت قيادات الخدمة الوطنية بولاية سنار السودانية في تنفيذ أفكار جديدة تحوِّل دورها من عسكري محض الى تربوي خالص، من بينها (عريشة الأُمهات) وهي عبارة عن يوم ترفيهي مفتوح حضرته أسر المجندين وهدف لكسر الروتين. وعرضت قناة الشروق في فقرة "عشرة على عشرة" ببرنامج السودان هذا الصباح اليوم، آلاف الأسر مجتمعة بمقر الخدمة الوطنية في مدينة سنجة، في تجربة تعد استثنائية ومشهد بهيج توج بلقاء الآباء والأمهات بأبنائهم المجندين الذين لم يلتقوهم لأكثر من شهر بسبب إقامتهم في معسكرات الخدمة. وتزودت الأسر بأنواع طيبة من الطعام والمشروبات الباردة وجلس الكل في مشهد أسري رائع. كسر الروتين وعكس التجمع أيضاً خطة الخدمة الوطنية وقدرتها على إطلاق أفكار ومفاهيم قادرة على التعامل مع المجتمع بصورة جيدة ومنضبطة. وتخلل اليوم الترفيهي الذي وجد استحساناً من الطرفين وأسهم في كسر الروتين اليومي للطلاب ورفع روحهم المعنوية مسابقات أدبية وثقافية وزعت بعد نهايتها جوائز للمتفوقين من الطلاب. وقالت مستشارة المرأة والطفل في ولاية سنار بثينة جودة للشروق، إن الخدمة الوطنية تسعى لتغيير نمط الصورة العسكرية المخيفة التي ارتسمت في أذهان الناس لأنها كانت تركز على الجوانب العسكرية المحضة. وأضافت: "الآن تتجه مؤسسة الخدمة الوطنية الى أن تكون رائدة في مجال التربية والتواصل مع المجتمع وتنشئة المجندين على القيم الدينية السمحة". مبادرة الأمهات وأكدت بثية أن فكرة "عريشة الأمهات" جاءت بمبادرة من الأمهات أنفسهن ولاقت القبول والترحيب من قيادات الخدمة التي اعتبرتها سانحة لكسر الروتين وتذويب الجمود بينهم والأسر. ومن جانبهن، امتدحت الأمهات الخطوة، وأكدن أنها أسهمت في خلق حلقات تواصل بين الأسر فيما بينها وتعرفوا على أهل الطلاب وتعرفوا على أوضاعهم في المعسكرات. وقالت أمهات استطلعتهن الشروق إن أبناءهن الآن يعيشون وضعاً نفسياً جيداً، وأكدوا بأن الخدمة غيرت من مسارها العسكري وأصبحت داراً تربوية يستفيد منها الطلاب في المستقبل وللتعايش مع المجتمع فضلاً عن أنها تنمي فيهم الحس الوطني. وقال طلاب للشروق إن يوم عريشة الأمهات كان دعماً لهم.