قطع حزب المؤتمر الوطني بأنه لن يستمر إلى ما لا نهاية في حواره مع الأحزاب بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، متهماً أطرافاً خارجية -لم يسمها- تحرّض القوى السياسية على عدم دخول الحكومة لإضعاف المؤتمر الوطني وإسقاط الحكومة. وفي الأثناء، أعلن القيادي بالاتحادي الديمقراطي الأصل، علي نايل، عدم مشاركة حزبه في التشكيلة الوزارية الجديدة، لكنه تخوّف مما أسماه رضوخ زعيم الحزب، محمد عثمان الميرغني، لضغوط ووساطات الحزب الحاكم. وكشف نائب الرئيس، الحاج آدم يوسف، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، بأن الأمانة السياسية ستدفع بتوصية للرئيس عمر البشير تفيد بأن المفاوضات مع القوى السياسية المعارضة "وصلت الحد"، وعليه يجب تشكيل الحكومة وحكومات الولايات من دونها. دعوة صادقة " نائب الرئيس يؤكد أن كل القوى السياسية التي حاورها المؤتمر الوطني التزمت بالشريعة منهجاً للحكم، موضحاً أن حزبه لم يفاوض نتيجة ضعف أو خوف من خطر يداهمه "وقال الحاج آدم في مخاطبته المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني لولاية القضارف، يوم الأحد: "دعوناهم بصدق وما زلنا ندعوهم إلى وضع أيدينا في بعض وإذا رفضوا فإن المسيرة ستستمر"، موضحاً أن حزبه بذل غاية ما يستطيع في الاتصال بالقوى السياسية المعارضة ودعاها مخلصاً بعد انفصال الجنوب للمشاركة في إدارة البلاد. وأفاد نائب الرئيس أن أطرافاً خارجية -لم يسمها- تظن بأن مشاركة بعض القوى السياسية مع الوطني في المرحلة القادمة ستقوي شوكة الأخير وتضعف من خطتها لإسقاط النظام بالخرطوم، مضيفاً أن هذه القوى الخارجية حرّضت المعارضة بعدم المشاركة. وأضاف أن كل القوى السياسية التي حاورها المؤتمر الوطني التزمت بالشريعة منهجاً للحكم، مؤكداً أن حزبه لن يخشى نوازل الزمان بقدر ما يخاف معصية الله، مبيناً أنه لم يفاوض نتيجة ضعف أو خوف من خطر يداهمه. مخاوف اتحادية في سياق ثان، نفى رئيس اللجنة الإعلامية، علي نايل، وجود أي اتجاه يفضي لمشاركة حزبه في الحكومة المقبلة، لكنه أبدى مخاوف من أن يرضخ زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني لضغوط ووساطات الحزب الحاكم. وأبدى نايل في حديث لجريدة "الصحافة" السودانية الصادرة يوم الإثنين، استغرابه الشديد من إصرار المؤتمر الوطني على مشاركة الاتحادي الأصل في الحكومة، وأرجع ذلك لاهتزاز ثقته في البقاء والاستمرارية في السلطة ولرغبته في إلباس الاتحادي ثوب فشله وتحميله أوزار ما ارتكبه خلال العشرين عاماً الماضية. ولم يخف نايل خشيته من أن يغير رئيس الحزب، محمد عثمان الميرغني، موقفه بشأن المشاركة، قائلاً "أنا غير مطمئن 100%"، جراء الضغوط والوساطات التي يتعرّض لها الميرغني من الحكومة، مضيفاً: "لوطنيته العالية ومشاعره الرقيقة أخشى أن يتعاطف مع هرولة المؤتمر الوطني اليومية".