قطع حزب المؤتمر الوطني بأنه لن يستمر إلى ما لا نهاية في حواره مع القوى السياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.، متمها أطراف خارجية لم يسمها ترى أن مشاركة بعض القوى السياسية مع المؤتمر الوطني في المرحلة القادمة ستقويه وتضعف من خطتها لإسقاط الحكومة، وبينما أوصد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» علي نايل، باب التكهنات نهائيا أمام أي اتجاه يفضي لمشاركة حزبه في الحكومة المقبلة، وتخوف من رضوخ زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني لضغوط ووساطات الحزب الحاكم، رأى زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أن الحكومة الجد?دة «ستولد ميتة وستكون استنساخًا للوضع الحالي». وأعلن نائب الرئيس، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، الحاج آدم يوسف، بأن الأمانة السياسية ستدفع بتوصية لرئيس الجمهورية بأن المفاوضات مع القوى السياسية المعارضة »وصلت الحد« وعليه تشكيل الحكومة وحكومات الولايات. وقال الحاج ادم لدى مخاطبته المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني لولاية القضارف أمس »دعوناهم بصدق ولا زلنا ندعوهم إلى وضع أيدينا في بعض وإذا رفضوا فإن المسيرة ستستمر«. وأوضح أن المؤتمر الوطني بذل غاية ما يستطيع في الاتصال بالقوى السياسية المعارضة ودعاها مخلصا بعد انفصال الجنوب للمشاركة في إدارة البلاد، ووضع ?ستور دائم والاتفاق على موعد لقيام الانتخابات العامة. وأشار الحاج آدم إلى أطراف خارجية لم يسمها قال انها تظن بأن مشاركة بعض القوى السياسية مع المؤتمر الوطني في المرحلة القادمة ستقوى المؤتمر الوطني وتضعف من خطتها لإسقاط الحكومة، موضحا أن هذه القوى الخارجية حرضت المعارضة بعدم المشاركة استناداً على الثورات العربية. وأضاف نائب الرئيس أن كل القوى السياسية التي حاورها المؤتمر الوطني التزمت بالشريعة كمنهج للحكم، مؤكداً أن المؤتمر الوطني لن يخشى نوازل الزمان بقدر ما يخاف معصية الله، مبيناً أنه لم يفاوض نتيجة ضعف أو?خوف من خطر يداهمه. وفي السياق ذاته أوصد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، علي نايل، باب التكهنات نهائيا أمام أي اتجاه يفضي لمشاركة حزبه في الحكومة المقبلة، وتخوف من رضوخ زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني لضغوط ووساطات الحزب الحاكم. وقطع رئيس اللجنة الإعلامية علي نايل بعدم قدرة الحزب الحاكم على الصمود في السلطة لأكثر من ذلك، لجهة أن الفشل يحيط به من كل الاتجاهات، مشيرا إلي أن الإضرابات والمقاطعات طالت كل شئ حتى اللحوم بجانب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها البلاد. ووصف نايل في حوار مع »الصحافة« حكومة المؤتمر ال?طني بأنها عبارة عن »مركب غرقانة« وأسوأ من »جنازة البحر« التي وصف بها الانقاذيون حكومة الديمقراطية الثالثة حينما انقلبوا عليها في يونيو 1989م. وأبدى نايل استغرابه الشديد من إصرار المؤتمر الوطني على مشاركة الاتحادي «الأصل» في الحكومة، معتبرا أن ذلك يعود لاهتزاز ثقته في البقاء والاستمرارية في السلطة ولرغبته في الباس الاتحادي ثوب فشله وتحميله أوزار ما ارتكبه خلال العشرين عاما الماضية. ولم يخف نايل خشيته من أن يغير رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني موقفه بشأن المشاركة، قائلا »أنا غير مطمئن 100%« جراء الضغوط و«الوس?طات« التي يتعرض لها من الحكومة، مضيفا »لوطنيته العالية ومشاعره الرقيقة اخشي أن يتعاطف مع هرولة المؤتمر الوطني اليومية.« وأكد نايل أن لجنة الحوار مع المؤتمر الوطني لجنة مكلفة وليست مفوضة، وان قرار المشاركة النهائي ليس بيدها كما يروج له بعض مفاوضي الوطني وإنما في يد المكتب السياسي للاتحادي، »واجزم انه لن يوافق على المشاركة حال تم اتفاق مع لجنة الوطني على ذلك«. وأوضح أن لجنة الحوار لا تجتمع مع المؤتمر الوطني من اجل مشاركة الحزب في الحكومة بل من اجل هموم وطنية كثيرة على رأسها الدستور والعمل على إيجاد حل لازم? دارفور والحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان وابيي، متهما المؤتمر الوطني باختزال الحوار في بند المشاركة فقط. من جانبه أكد رئيس حزب الأمة، الصادق المهدي، أن الأوضاع الحالية في السودان حتما ستتغير بعد أن وصل البلد إلى حافة الهاوية. وحذر المهدي فى ندوة أقامتها الجمعية الأفريقية وأسرة وادي النيل بالقاهرة مساء أمس الأول من أن التغيير إن لم يتم بصورة سلمية فإنه سيحدث بوسائل خشنة ستكون تداعياتها خطيرة على السودان، وقد تؤدي إلى تشظيه وتدويل شؤونه كما حدث فى يوغسلافيا السابقة، وشدد على أن حزبه لن يشارك في الحكومة التي يسعى حزب المؤتمر الوطني لتشكيلها حاليا؛ لأنها ليست حلا لمشكلات السودان وستولد ميتة لأنها لن تعدو أن تكون?استنساخا للوضع الحالي. ورأى المهدي أن المخرج من كل ذلك هو هندسة نظام جديد تشارك فيه كل القوى السودانية، السياسة منها والمسلحة من أجل حل مشكلة دارفور التي لم يحلها اتفاق الدوحة، ولإيجاد علاقة سليمة مع الجنوب، وللتعامل بواقعية مع مشكلة المحكمة الجنائية الدولية. وأوضح المهدي أن هناك العديد من السيناريوهات التي تتسابق، وأن هناك عملا يجرى حاليا لتوحيد القوى المسلحة في السودان، في ظل استقطاب إثني حاد، وقال إن هذا السيناريو ربما يؤدي لاستنساخ الوضع في رواندا وبروندي، ويشتبك فيه السودانيون على أساس عرقي، كما أشا? إلى سيناريو آخر يتم فيه التغيير عبر انتفاضة شعبية، وقال إن هذا السيناريو يدعمه حجم البطالة الذي يصل إلى مليون تقريبا ومعدلات الفقر المرتفعة، وهو ما يجعل السودان مؤهلا للتغيير بشدة مثل دول الربيع العربي، لكنه حذر من أن التغيير في السودان لن يكون سلميا مثل مصر وتونس، وأنه قد يكون شبيها بالوضع فى سوريا واليمن، بسبب غياب عنصر المفاجأة واستعداد النظام لمواجهة أية انتفاضة. ودعا المهدي، النظام للتعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية، والتخلي عن المصالح الشخصية والحزبية على غرار ما فعل الرئيس الأسبق الفريق إبراهيم ?بود الذي دعا القوى السودانية إلى مائدة مستديرة للخروج من المأزق.