غادر المواطن الليبي المدان بقضية لوكربي عبد الباسط المقرحي، أسكتلندا على متن طائرة تقله من مطار جلاسكو إلى بلاده بعد قرار الإفراج عنه لأسباب إنسانية، فيما أبدت الولاياتالمتحدة أسفها لعدم إكماله فترة عقوبته المقررة. وكان وزير العدل الأسكتلندي كيني ماكاسكيل قد أعلن الخميس إطلاق سراح المقرحي، المريض بسرطان البروستات، لأسباب إنسانية. وأعرب البيت الأبيض عن "أسفه العميق" لإقدام حكومة أسكتلندا على إطلاق سراح المواطن الليبي، متجاهلة بذلك نداءات واشنطن بعكس ذلك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس: "في هذا اليوم نعرب عن تعاطفنا الشديد مع الأهالي الذين يعيشون يوماً بيوم (حقيقة) فقدان أحبائهم، وندرك أن تأثير هذه الخسارة يثقل كاهل الأهالي إلى الأبد". الى ذلك، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أسفها لهذا القرار الذي جاء "بعد أن أوضحنا طوالاً موقفنا للمسؤولين في الحكومة البريطانية وحكومة أسكتلندا، وهو أن على المقرحي أن يقضي عقوبته كاملة بدون نقصان في أسكتلندا". أسباب إنسانية وكان الوزير الأسكتلندي قد أوضح أنه تلقى تقارير طبية موثقة تفيد بأن المقرحي لن يعيش غالباً أكثر من ثلاثة أشهر، وأضاف أنه بحث إمكانية الإفراج عن المقرحي ليقيم خارج السجن في أسكتلندا، لكنه تلقى نصائح من المسؤولين الأمنيين بأن تكلفة حراسة المقرحي في أسكتلندا ستكون مرتفعة للغاية، ولهذا فضل أن يرحل الى بلده، ليبيا. وقال ماكاسكيل إنه يعلم أن قراره سيقابل بالرفض من قبل مجموعة من أهالي الضحايا وغيرهم ممن يرون ضرورة بقاء المقرحي في السجن حتى وفاته، لكنه راعى الاعتبارات الإنسانية في قراره. يُذكر أن المقرحي، البالغ من العمر 57 عاماً، يقضي عقوبة السجن لمدة 27 عاماً على الأقل بعد إدانته عام 2001 بتهمة الضلوع في تفجير طائرة "بان آم" الأمريكية عام 1988 والتي قتل فيها 270 مسافراً في ما يعرف بقضية "لوكربي".