[Dim_Security NOT IMG="http://ara.reuters.com/resources/r/?m=02&d=20090822&t=2&i=11323248&w=450&r=2009-08-22T114233Z_01_ACAE57L0WJA00_RTROPTP_0_OEGTP-LIBYA-GADDAFI-UK-MR1"] طرابلس/لندن (رويترز) - عانق الزعيم الليبي معمر القذافي عبد الباسط المقرحي المدان في حادث تفجير طائرة بان أمريكان فوق لوكربي وتعهد بتعاون أوثق مع بريطانيا ردا على اطلاق سراح المقرحي في الوقت الذي أدانت فيه لندنوواشنطن ما حظي به من "استقبال الابطال" في وطنه. وذكرت وكالة الانباء الليبية أن القذافي الذي التقى بالمقرحي وعائلته في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة وجه الشكر لرئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والملكة اليزابيث ملكة بريطانيا لتشجيعهما السلطات الاسكتلندية على الافراج عن المقرحي المريض بالسرطان وفي حالة متأخرة. وأوضحت لقطات تلفزيونية أنه بعد أن عانقه القذافي انحنى المقرحي وقبل يد الزعيم الليبي. وقال القذافي ان خطوة الافراج عن المقرحي في مصلحة العلاقات بين البلدين وفي مصلحة الصداقة الشخصية بينه وبين بريطانيا كما ستنعكس بشكل ايجابي بالتأكيد على كل مجالات التعاون بين البلدين. وكان سيف الاسلام ابن القذافي أبلغ المقرحي في وقت سابق انه خلال المفاوضات مع بريطانيا جعل من الافراج عن المقرحي شرطا لاي صفقات تجارية ونفطية. ونقلت صحيفة سيف الاسلام عنه قوله "حقيقة كل الصفقات التجارية والنفطية والغاز التي أشرفنا عليها كنت دائما أنت موجودا على الطاولة فكانت كل المصالح البريطانية عندما تأتي لليبيا أنت دائما أضعك على الطاولة." ونفت بريطانيا أن يكون الافراج عن المقرحي مرتبطا بأي اتفاقات عمل مع ليبيا التي يوجد بها أكبر احتياطي نفطي في افريقيا. وقالت بريطانيا ان مسؤولية الافراج عنه تقع على عاتق اسكتلندا التي تدير شؤونها القضائية. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "ليس هناك أي اتفاق وكل القرارات المرتبطة بقضية المقرحي اتخذها وزراء اسكتلنديون ومكتب التاج الملكي في اسكتلندا والسلطات القضائية الاسكتلندية." واستطرد "لم يجر ابرام أي اتفاق بين الحكومة البريطانية وليبيا فيما يتعلق بالمقرحي وأي مصالح تجارية." وأفرجت الحكومة الاسكتلندية يوم الخميس عن المقرحي الصادر ضده حكم بالسجن مدى الحياة بعد ادانته في تفجير طائرة بان أمريكان عام 1988 فوق لوكربي في اسكتلندا مما أسفر عن سقوط 270 قتيلا معظمهم من الامريكيين. وأفرجت الحكومة الاسكتلندية عن المقرحي لحالته الصحية المتأخرة. ونقلت وكالة الانباء الليبية عن القذافي رغبته في أن يبعث برسالة في هذا الوقت لاسكتلندا والحزب الوطني الاسكتلندي ورئيس الوزراء الاسكتلندي لتهنئتهم على شجاعتهم. وتابع أنه بالرغم من الضغوط غير المقبولة وغير المنطقية ضدهم الا أنهم اتخذوا هذا القرار الانساني والشجاع. وتجمع أكثر من ألف شاب ليبي في المطار في طرابلس يوم الخميس لاستقبال المقرحي عند عودته للوطن وهم يهللون ويلوحون بالاعلام الليبية وهو مشهد أغضب واشنطنولندن. وتعهد المقرحي في مقابلة مع صحيفة تايمز البريطانية نشرت يوم السبت بتقديم أدلة جديدة قبل وفاته تبريء ساحته من أي تورط في الهجوم الذي وقع في عام 1988 . ورفض المقرحي الغضب الدولي بسبب الافراج عنه قائلا ان على الرئيس الامريكي باراك أوباما والاخرين أن يعرفوا انه لن يفعل أي شيء سوى الذهاب للمستشفى للعلاج وانتظار الموت. ويقول الاطباء انه ربما يكون أمامه ثلاثة أشهر فقط ليعيشها. وأضاف دون ذكر تفاصيل "رسالتي الى المجتمعين البريطاني والاسكتلندي هي أنني سأقدم الدليل (علي براءتي) وسأطلب منهما أن يكونا هيئة المحلفين." واستطرد "يعرف (أوباما) أنني شخص مريض جدا... المكان الوحيد الذي يتعين علي الذهاب اليه هو المستشفى للعلاج. لست مهتما بالذهاب الى أي مكان اخر. لا تقلق يا سيد أوباما.. فأمامي فقط ثلاثة أشهر (قبل أن أموت)." وأبدى أقارب العديد من الامريكيين الذين لقوا حتفهم عندما انفجرت طائرة بان امريكان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية استياءهم ازاء الافراج عن المقرحي وما حظي به من استقبال الابطال في طرابلس يوم الخميس. وشبه القذافي صدمة أقارب ضحايا حادث لوكربي بما شعر به الليبيون عام 2007 عندما صدر حكم بالاعدام على ممرضات بلغاريات بعد ادانتهن باصابة أطفال ليبيين بفيروس (اتش.أي.في) المسبب لمرض الايدز ثم أعدن الى بلغاريا لقضاء عقوبة بالسجن مدى الحياة هناك ولكن أفرج عنهن فور عودتهن لبلادهن. وكانت ليبيا سلمت الممرضات لبلغاريا تحت ضغط كبير من الغرب مما ساعد في احراز تقدم في جهود ليبيا لانهاء عزلتها الدبلوماسية. ونقلت وكالة الانباء الليبية عن القذافي قوله ان العالم صدم وفوجيء بالافراج عن المدانات البلغاريات قبل هبوطهن من الطائرة في مطار بلغاريا واستقبالهن استقبال الابطال. وأضاف انه الان وبعد الافراج عن المقرحي تسمع أصوات غير منطقية تقول ان هذا يؤذي مشاعر عائلات ضحايا لوكربي. وتساءل ما اذا كان الغربيون لهم مشاعر والليبيون لا؟