لوّح عضوان في بعثة المراقبين العرب التي تواجه انتقادات كثيفة، بالانسحاب من مهمة الجامعة العربية في سوريا بسبب "عدم فعاليتها"، ما يؤشر إلى مزيد من التصدع في عمل البعثة التي انسحب منها، الأربعاء، مندوب جزائري. ونقلت وكالة "رويترز" عن مراقب، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أنه وزميل آخر له يفكران بالانسحاب، وذلك بعد يوم من إبلاغ المندوب الجزائري السابق أنور مالك، قناة "الجزيرة" بأن مهمة السلام العربية في سوريا تحولت إلى "مسرحية". ونقلت الوكالة عن الرجلين أنهما شعرا بالفزع مما شاهداه من استمرار العنف وأعمال القتل والتعذيب، وقالا إن إراقة الدماء لم تنحسر نتيجة لوجود بعثة الجامعة العربية، ووصف الرجلان معاناة السوريين بأنها "لا يمكن تخيلها". وكان انسحاب مالك ضربة للبعثة، التي انتقدتها بالفعل المعارضة السورية ووصفتها بأنها "كيان بلا أنياب يساعد الرئيس بشار الأسد في كسب الوقت". فشل حتمي " مهمة بعثة المراقبة بدأت في 26 ديسمبر الماضي، وهي تهدف للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق لوقف حملة على الاحتجاجات المناهضة للأسد التي بدأت قبل عشرة أشهر "واعتبر مالك في حديث ل"الجزيرة نت" أن استمرار بعثة المراقبين لن يأتي بنتيجة، حتى بزيادة عددهم وتخصيص مراقب لكل مواطن سوري، حسب تعبيره، وبرر ذلك بكون البروتوكول "ميتاً ولا علاقة له بالواقع"، لأن تحريره جاء من جهة "لم تعرف شيئاً عن الوضع الميداني". وتعثر عمل بعثة المراقبة بالفعل بسبب هجوم على المراقبين في مدينة اللاذقية الساحلية في غربي البلاد هذا الأسبوع ألحق إصابات طفيفة بأحد عشر مراقباً. ودفع ذلك الجامعة العربية لتأجيل إرسال مراقبين آخرين إلى سوريا للانضمام إلى نحو 165 موجودين هناك. ومن شأن استقالة عضو آخر من البعثة أن يقوض مصداقيتها. وطلب المراقب الذي كان يتحدّث عبر الهاتف من سوريا عدم نشر اسمه، لأنه غير مسموح له بالتحدث لوسائل الإعلام. وكانت مهمة بعثة المراقبة قد بدأت في 26 من ديسمبر الماضي، وهي تهدف للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق لوقف حملة على الاحتجاجات المناهضة للأسد التي بدأت قبل عشرة أشهر. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا فيها.