يعقد الاتحاد الأفريقي، الأحد والإثنين، قمة تهيمن عليها معركة رئاسة هذه الهيئة، وهي الأولى منذ مقتل مؤسسها، العقيد الليبي معمر القذافي. وتناقش اليوم المحور الرئيسي التجارة البينية، وهي لا تمثل أكثر من 10% من المبادلات في قارة أفريقيا. لكن يتوقع أن تهيمن مسائل تتعلق بالمؤسسة على مناقشات القمة، إذ يفترض أن ينتخب الاتحاد أحد مرشحين اثنين رئيساً لمفوضيته. فقد خاضت جنوب أفريقيا، المحرك الاقتصادي للقارة والتي لا تخفي طموحاتها الإقليمية، حملة مكثفة لفرض نكوسازانا دلاميني زوما وزيرة الخارجية السابقة والزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما، على رأس المفوضية. كما سينتخب الرؤساء الأفارقة من بينهم الشخص الذي سيمثلهم وسيتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال السنة المقبلة، وهو منصب يبقى رمزياً إلى حدٍّ بعيد. وترشح لهذا المنصب رئيس غامبيا، يحيى جامع، ورئيس بنين، بوني ياني، خلفاً لتيودورو أوبيانغ نغيما من غينيا الاستوائية. مبان جديدة وتُجرى الانتخابات للمنصبين يوم الإثنين. ويتطلب انتخاب رئيس المفوضية حصوله على غالبية الثلثين. ويعقد الاتحاد قمته الثامنة عشرة هذه في أديس أبابا بمبان جديدة دشنت أمس وقدمتها الصين التي تعزز حضورها بالقارة، وبلغت كلفة المبنى مائتي مليون دولار. وهذه القمة هي الأولى التي تعقد في مقر الاتحاد منذ سقوط نظام القذافي الذي كان من كبار دعاة الوحدة الأفريقية ومساهماً سخياً في ميزانية المنظمة (15% وفق مصدر رسمي)، والذي كان يطبع جميع اجتماعات المنظمة بسلوكه الخارج على المألوف. وفي نيجيريا، تصاعدت حدة الهجمات التي تتهم جماعة بوكو حرام بالقيام بها، بما يُنذر بنزاع ديني واسع بين المسلمين والمسيحيين على خلفية التذمر الاجتماعي. وفي ليبيا التي ينتشر فيها السلاح منذ نهاية النزاع بعد إسقاط نظام القذافي، تُعّول السلطات الجديدة التي تواجه أخطر أزمة سياسية منذ تسلمها السلطة، على دمج الثوار في القوات النظامية، لإنهاء وجود المليشيات المسلحة. أما في الصومال التي تشهد حرباً أهلية منذ عشرين عاماً، فقد شنت القوات الموالية للحكومة هجوماً على آخر معاقل حركة الشباب المجاهدين بمقديشو. ويطلب الاتحاد الأفريقي من الأممالمتحدة السماح بنشر 17731 جندياً، بينما ينشر حالياً 12 ألفاً. وبالسودان تدور معارك بين القوات الحكومية ومتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وينتظر أن يناقش رئيسا كلٍّ من دولتي السودان وجنوب السودان قضية تقاسم العائدات النفطية بين البلدين، كما تظهر نزاعات بدرجة أخف في عدد من دول القارة منها مالي وساحل العاج والكونغو وبوروندي.