تراجعت العملة السودانية إلى مستوى قياسي منخفض جديد في السوق السوداء يوم الإثنين مع قيام السودانيين بتحويل مدخراتهم إلى الدولار، تخوفاً من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تمرُّ بها البلاد جراء نزاع على النفط مع جنوب السودان. ويعاني الاقتصاد منذ أعلن الجنوب استقلاله في يوليو/تموز بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005، حيث استحوذت الدولة الوليدة على ثلاثة أرباع إنتاج النفط الذي يعد شريان الحياة الاقتصادي للبلدين. ويحتاج الجنوب الحبيس إلى تصدير إنتاجه من الخام عبر خطوط أنابيب شمالية، لكن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق على رسوم العبور. وفي الأسبوع الماضي أوقفت جوبا إنتاجها النفطي احتجاجاً على قيام الخرطوم باحتجاز بعض نفطها. ومن المقرر استئناف محادثات ثنائية هذا الأسبوع، لكن لا يبدو أن هناك تسوية في الأفق. وكان الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، حذر يوم الجمعة من أن التوترات قد تفضي إلى حرب. شح الدولار ويقول مصرفيون إن وقف إنتاج النفط -الذي يعد أهم مصدر للعملة الصعبة لكلا البلدين- سيؤدي إلى تفاقم شح الدولار ويدفع التضخم للارتفاع. وشكل النفط 90 بالمئة من صادرات السودان الموحد. وقال متعاملون بالسوق السوداء إن الجنيه السوداني سجل اليوم أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ إطلاق العملة في عام 2007. وسجل الدولار 5,2 جنيه سوداني يوم الإثنين مقارنة مع 3,3 جنيهات في يوليو، حسبما قال متعاملون. ويبلغ سعر الصرف الرسمي نحو ثلاثة جنيهات. وقال مواطنون سودانيون، أرهقهم التضخم والعقوبات الأميركية، إنهم يحاولون تحويل المدخرات إلى الدولار توقعاً لمزيد من التراجع قي قيمة العملة المحلية. وقال أحمد الموظف السوداني بشركة اتصالات: "أقوم بتحويل راتبي وأي مدخرات لديَّ إلى الدولار للمحافظة على القيمة".