أكدت منظمة "غلوبال ويتنس" يوم الجمعة أن على المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة وأوروبا والصين التحرك من دون أي تأخير كوسيط لمنع "التصعيد" بين السودان وجنوب السودان اللذين يشهدان أزمة مفتوحة حول تقاسم النفط. ويتوقع أن يصل وفدان من البلدين بعد ظهر الجمعة إلى أديس أبابا حيث يتخذ الاتحاد الأفريقي مقراً لاستئناف المحادثات المتعثرة منذ إعلان استقلال جنوب السودان في يوليو الفائت. وغادر الخرطوم، يوم الجمعة، وفد الحكومة السودانية برئاسة وزير الدولة برئاسة الجمهورية، إدريس عبدالقادر، متوجهاً إلى أديس أبابا، التي ينتظر أن يكون قد وصلها أيضاً الوفد جوبا بقيادة كبير المفاوضين الجنوبيين باقان أموم. وأوصت منظمة "غلوبال ويتنس" غير الحكومية المتخصصة في أخلاقيات وحوكمة استغلال الموارد الطبيعية أن "الاتحاد الأفريقي والصين والولاياتالمتحدة وبريطانيا العظمى والنرويج عليها بشكل خاص بدء تحرك دبلوماسي رفيع للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين". معاناة اقتصادية وقالت المسؤولة في المنظمة دانا ويلكينز في بيان "طالما الخلاف مستمر ستطول معاناة إقتصادي البلدين، وستتفاقم إمكانية التصعيد". وأقرت الخرطوم بمصادرة ما لا يقل عن 1,7 مليون برميل نفط من خام جنوب السودان منذ أن أعلنت في نوفمبر الماضي أنها ستقتطع 23% من صادرات الجنوب التي تمر عبر أراضيها. ووصفت جوبا ذلك بأنه "سرقة" وأعلنت عن الرد بتعليق إنتاجها النفطي إلى أجل غير مسمى. ونال جنوب السودان بفضل استقلاله في 9 يوليو 2011 ثلاثة أرباع إنتاج السودان الذي يقدر بحوالى 470 ألف برميل في اليوم قبل الانفصال، لكن الدولة الحديثة لا يمكنها تصدير نفطها إلا عبر الشمال. وتشهد الخرطوم تضخماً كبيراً وديناً هائلاً وعقوبات أميركية قاسية، ما اضطرها إلى فرض إجراءات تقشف لتعويض مداخيلها، كما تستعد جوبا من جهتها لإعلان إجراءات مماثلة.