فجرت قضية لاعب المنتخب السوداني سيف مساوي ردود أفعال عنيفة حول مايجري داخل أروقة الاتحاد السوداني لكرة القدم والكيفية التي يدار بها ومدى الاهتمام باختيار الكفاءات للملفات المختلفة. تعود تفاصيل القضية إلى مباراة منتخبنا الوطني أمام زامبيا في دور الثمانية بنهائيات أمم أفريقيا الأخيرة بغينيا والجابون والتي تعرض فيها المدافع سيف مساوي للطرد. لعنة الكرت الأحمر ؛؛؛ معتصم جعفر بتصريحاته الأخيرة يؤكد وجود أزمة حقيقية في هذا الجانب تعكس حجم المعاناة داخل أروقة الاتحاد في جانب اللوائح والقوانين ومواكبة التغييرات التي تطرأ عليها ؛؛؛ منتخبنا الوطني خرج من البطولة بعد هزيمته في هذه المباراة، وكنا نظن أن صفحة هذه البطولة قد طويت، ولكن يبدو أن لعنة (الكرت الأحمر) طاردت المنتخب في بطولة أخرى وهي التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014. لم يضع الكثيرون أن يوم الثاني من يونيو 2012 سيدونه التاريخ في دفاتره فقد شهد هذا اليوم مباراة المنتخب الوطني ومنتخب زامبيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وهي المباراة التي تحولت مشاركة المدافع سيف مساوي فيها إلى قضية دولية تشهد مع مطلع كل يوم المزيد من التطورات. بعد أن ظهرت على السطح شكوك حول صحة مشاركته من عدمها من خلال وسائل الإعلام بعد مباراة المنتخب أمام منتخب ليسوتو في العاشر من يونيو، والتي شهدت غياباً مفاجئاً للمدافع سيف مساوي. وظلت الأسئلة معلقة بدون إجابات بعد أن لجأ الاتحاد السوداني لسياسة التكتم ورفض مسؤولوه الإدلاء بأي إفادات حول هذا الأمر. ولكن هذا الصمت المتعمد لم يدم طويلاً فقد قطع الاتحاد الزامبي لكرة القدم طريق الصمت على نظيره الاتحاد السوداني بإصداره بياناً الخميس 15 يونيو2012 من خلال موقعه الرسمي، أعلن من خلاله تقدمه بشكوى رسمية للاتحاد الدولي (فيفا) حول مشاركة اللاعب سيف الدين علي (سيف مساوي) وأنه تلقى إخطاراً من الاتحاد الدولي بتحويل ملف القضية للجنة الانضباط بالاتحاد الدولي. تدويل القضية هنا فقط أسقط في يد الاتحاد السوداني فلم يجد رئيسه الدكتور معتصم جعفر مفراً من الخروج إلى وسائل الإعلام وإطلاق تصريحات حملت بداخلها بعض المفاجآت، فقد ذكر في أول تصريح لبرنامج عالم الرياضة التلفزيوني أن الاتحاد الدولي لكرة القدم استفسرهم عن مشاركة اللاعب سيف الدين علي في مباراة زامبيا الأخيرة. ؛؛؛ الاتحاد الزامبي أعلن تقدمه بشكوى رسمية للاتحاد الدولي (فيفا) حول مشاركة اللاعب سيف مساوي وأنه تلقى إخطاراً من الفيفا بتحويل القضية للجنة الانضباط ؛؛؛ وقال معتصم جعفر "الاتحاد العام ممثلاً في لجنة المنتخبات الوطنية يضطلعون بمسؤولياتهم في إعداد المنتخب الوطني وتهيئة الأجواء المناسبة ويتحملون أية قرارات أو أخطاء تحدث. وأضاف الدكتور معتصم جعفر أنهم يسعون من أجل المحافظة على النتيجة الإيجابية التي تحققت أمام المنتخب الزامبي، وذكر أن الممارسة السابقة كانت تفصل بين مسابقات الاتحاد الأفريقي والدولي، كما أن الاتحاد الأفريقي ظل يخطرنا باستمرار بالإيقافات وتنبيهنا باستمرار لهذه الحالات ولكن هذه المرة لم يتم إخطارنا واستفسرنا من المراقب الذي أكد عدم وجود لاعب موقوف لديه حسب المعلومات المرسلة إليه، وعلى ضوء ذلك أشركنا اللاعب في المباراة. وحمل رئيس الاتحاد العام السوداني الاتحاد الأفريقي المشاركة في الخطأ وأنهم في اتحاد الكرة يتحملون مسؤوليتهم كاملة، مشيراً إلى وجود مشكلة في عدم وجود صلة مباشرة بين لجنة المسابقات والانضباط في الاتحاد الدولي مثلما يحدث في الاتحاد الأفريقي) إنتهى. ووضح من خلال تصريحات رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر وتأكيده وجود أزمة حقيقية في هذا الجانب تعكس حجم المعاناة داخل أروقة الاتحاد الرياضي السوداني للكرة في جانب اللوائح والقوانين ومواكبة التغييرات التي تطرأ عليها من وقت لآخر. لأنه لايعقل أن يخرج حديث من رئيس اتحاد الكرة بأنهم (عرفاً) لم يستلموا إخطاراً من الاتحاد الأفريقي بإيقاف اللاعب وهو يعلم أن عدم استلام إخطار من (الكاف) في هذا الخصوص ليس فيه إلزام للاتحاد الأفريقي. مبررات واهية. الوقوع في خطأ مثل إشراك لاعب مطرود لايعني أنه سيعفي الاتحاد السوداني من المسؤولية والعقاب في حال تأكدت المخالفة. هذه النقطة تحديداً تؤكد وجود مشكلة حقيقية داخل الاتحاد في جانب القانون واللوائح الدولية والتمييز بين (العرف) والقانون. كنت سأقبل تصريحات المسؤولين في الاتحاد السوداني في حال أرجعوا ذلك لاختلاط (البقر) عليهم فيما يتعلق بتداخل الكروت الملونة بين المنافسات بمعنى أن لكل بطولة لوائحها التي تنفصل عن الأخرى، وبالتالي يفترض ألا تتداخل الكروت الملونة (الإنذارات والطرد) بين منافسة وأخرى. ؛؛؛ الاتحاد الرياضي السوداني مطالب بمحو أمية أعضاء مجلس إدارته وقيادته وتفعيل الكفاءات الموجودة من الموظفين المؤهلين وأصحاب الخبرة وإعطاءها صلاحيات أكبر لتؤدي دورها ؛؛؛ ومعروف أن سيف مساوي طرد في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة بغينيا والجابون ومشاركته الخاطئة كانت في تصفيات نهائيات كأس العالم التي ستقام بالبرازيل 2014. كنت سأقبل ذلك من باب المنطق وليس القانون، ولكن الاستناد في تبرير الخطأ على (عرف) أمر مرفوض من الجهة التي يفترض أنها الأكثر إلماماً بهذه التفاصيل. لذا فإن الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم مطالب أولاً بمحو أمية أعضاء مجلس إدارته وقيادته وقبل ذلك مطالب بتفعيل الكفاءات الموجودة عنده من الموظفين المؤهلين وأصحاب الخبرة وإعطاءها صلاحيات أكبر لتؤدي دورها على الوجه الأكمل. على الاتحاد أيضاً الاستعانة بخبراء في اللوائح والقوانين من خارج أسواره. فما حدث سقوط إداري مدوي لايقع فيه اتحاد محلي صغير ولن تغطي عليه في المقابل الاعترافات.