أدت الفيضانات التي شردت نحو ثلاثة ملايين شخص في دولة جنوب السودان إلى كارثة وصفت بأنها مفجعة لتأثيرها في كافة قطاعات الحياة بالدولة الوليدة، وذلك في ظل افتقاد المتضررين للدعم الحكومي المناسب لكارثة بهذا الحجم. ويفتقر المواطنون الذين شردوا واضطروا إلى النزوح بسبب موجة الفيضانات التي اجتاحت أجزاء متفرقة من جنوب السودان، إلى المسكن والغذاء والملبس والعناية الطبية. ويقدر عدد المشردين بأكثر من ربع سكان الدولة الجديدة التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة في أحدث تعداد رسمي قبل الانفصال عن السودان. وعن الخسائر المادية تقول سابينا داريو نائبة وزير الشؤون الإنسانية في جنوب السودان إن وزارتها استلمت تقارير تفيد بأن نحو مليوني منزل تضرر في أقاليم بحر الغزال وأعالي النيل. وأضافت سابينا داريو "للجزيرة نت" أن وزارتها بادرت إلى حث المنظمات الإنسانية على الإسراع في تقديم المساعدات الملحة لهؤلاء المتضررين، وطلبت تدخلها العاجل لتوفير المواد الغذائية وما يحتاجه المتضررون. ويتهم المتضررون الحكومة بالتقصير في تجنب تلك الكارثة قبل وقعوها. إذ بات معلوماً أن موجات فيضان تجتاح مناطق عدة سنوياً في جنوب السودان وأصبح تأثيرها يمتد ليدمر الغطاء الزراعي هناك. ويقول ناشطون مدنيون إن الحكومة تتحمل الجزء الأكبر من الكارثة لكونها لم تطلق نداءات تحذيرية للمتضررين.