اكتمل وصول جموع حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر، ظهر اليوم بتوقيت مكةالمكرمة، حيث تدفقت جموع الحجيج من مشعر منى ومن مكةالمكرمة منذ الصباح الباكر بعضهم بالحافلات وآخرون بقطار المشاعر هناك أو سائرين على الأقدام من منى إلى عرفات. والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وهو أعظمها لقوله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة ومن وقف خارجها لم يصح وقوفه. وتوافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً "اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم" والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. وألقى مفتى عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خطبة عرفة قبل الصلاة وأكد فيها أن التوحيد يعد جوهرة الدين الإسلامي والأساس الذي بني عليه وأول أركانه وأفضلها ولأجله خلق الله الخليقة كلها، قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". وبعد الاستماع لخطبة عرفة، صلى الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بآذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم، وتفرغوا بعدها للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه، ولا أن يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة لأن عرفة كلها موقف لقوله صلى الله عليه وسلم: "وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف" رواه مسلم، ففي أي مكان وقف الحاج منها أجزأه ما عدا ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بطن عرنة.