أكد المبعوث الأميركي إلى السودان وجنوب السودان برنستون ليمان، أن سياسات الحكومة السودانية هي السبب في استمرار العقوبات الدولية على الخرطوم. وكان البيت الأبيض أعلن مع نهاية 2012م تنحي ليمان الذي كان مبعوث أوباما لعامين. وقال ليمان لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة يوم الأربعاء: "يجب ألا تلومنا حكومة السودان، ويجب أن تلوم نفسها، أولاً: لأنها لم تغيّر سياستها الداخلية، وتظل مستمرة في حروب مع معارضيها، مثل التي تجري حالياً في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ثانياً: رفضت حكومة السودان اتباع خطوات معينة واضحة للعودة إلى الاقتصاد العالمي. وما دامت ترفض ذلك، لا تؤذي إلا نفسها". وحول سبب تردد الجنوبيين في تحسين العلاقات مع السودان، قال: "لقد أثرت سنوات الحرب على العلاقات بين الشمال والجنوب. ويظل قادة في الجنوب يتصرفون وكأنهم لا يزالون يحاربون الشماليين في الغابة". نصائح للطرفين وعن تقييمه لاتفاقية أديس أبابا الأخيرة، قال ليمان: "نعتبر هذه الاتفاقية هي المخرج الوحيد لتعيش الدولتان في سلام، وكلما أذهب إلى الخرطوم وجوبا أقول لهم ذلك". وأضاف "نفياً لما يقول البعض، ليست هذه اتفاقية أميركية، هذه اتفاقية وضعها الاتحاد الأفريقي بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي". وأشار إلى وجود حالة من "عدم الثقة" بين السودان وجنوب السودان، وقال: "كل جانب عنده أسباب لعدم الثقة في الآخر وكل جانب يفكر في زعزعة الآخر، إن لم يكن القضاء عليه. وكل جانب يؤمن بأن الآخر شرير بطبيعته أو غير كفء بطبيعته، ولهذا لا يستحق الثقة ولا يستحق التعاون". وعن الوضع الاقتصادي في جنوب السودان، قال: "الوضع الاقتصادي في جنوب السودان قاس أيضاً. لكن يضع جنوب السودان اعتبارات لآراء المجتمع الدولي لأنه يعتمد اعتماداً قوياً على المساعدات الأجنبية. لهذا، رغم تردده، أنهى احتلاله لمنطقة هجليج وسحب بقية قواته من منطقة آبيي. ولهذا، رغم تردده يتفاوض الآن مع الشمال لإنهاء إغلاق آبار النفط".