قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأربعاء لإيران وثلاث قوى كبرى، مسودة اتفاق لإقرارها اليوم الجمعة لتقليص مخزون طهران من اليورانيوم المخصب، الذي يرى الغرب أنه يمثل خطراً، إذ يتيح إنتاج أسلحة نووية. وامتنعت إيران عن القول ما إذا كانت ستساند الخطة التي قال دبلوماسيون غربيون إنها تطالب الجمهورية الإسلامية بإرسال 1.2 طن من مخزونها المعروف من اليورانيوم المنخفض التخصيب والبالغ 1.5 طن الى روسياوفرنسا بحلول نهاية العام، لتحويله الى وقود لمنشأة نووية للأغراض الطبية. ولمح مبعوث إيران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر، الى أن حكومته قد تطلب تعديلات. وقال للصحافيين: "علينا أن ندرس هذا النص بدقة ونعود لإبداء رأينا واقتراحاتنا أو تعليقاتنا من أجل التوصل الى حل ودي في آخر المطاف". ثلاثة أيام بلا اتفاق " البرادعي متفائل من أن إيران ستقدم تنازلات ملموسة ويتمنى أن يحصل على موافقة كل الأطراف تجاه مسودة الاتفاق يوم الجمعة المقبل " ولم تسفر محادثات استمرت ثلاثة أيام في فيينا عن إبرام الاتفاق الذي سعت اليه وكالة الطاقة الذرية والقوى الثلاث فرنساوروسيا والولايات المتحدة. وقال دبلوماسيون غربيون إن ذلك يرجع الى أن إيران طرحت العديد من الأسئلة بخصوص جوانب أساسية للخطة التي كانت قد وافقت عليها بالفعل من حيث المبدأ. ولجأت إيران في الماضي الى مناورات لتبديد الوقت، منها الإحجام عن تقديم إجابات واضحة على عروض خلال محادثات، بينما سعت لتسريع برنامجها السري لتخصيب اليورانيوم. وأعلن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي عن مسودة الاتفاق بعد محادثات فيينا. وقال للصحافيين: "وزعت مسودة اتفاق يعكس، من وجهة نظري، نهجاً متوازناً تجاه كيفية المضي قدماً". وأضاف: "المهلة المحددة للأطراف حتى ترد بالإيجاب، كما آمل، تنتهي الجمعة". وعبر عن تفاؤله في أن إيران ستقدم تنازلات ملموسة "أتمنى أن نحصل على موافقة كل الأطراف يوم الجمعة". خطر على الغرب " إيران التي تقول إن برنامجها النووي يهدف فقط الى إنتاج الكهرباء، قامت بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة واحدة إذا تم تخصيبه لمستوى أعلى "وتحد مسودة الاتفاق من الخطر الكبير الذي يراه الغرب في أن تستخدم إيران مخزونها المتزايد من اليورانيوم المنخفض التخصيب وتنقيه سراً لمستوى أعلى مناسب لصنع رؤوس نووية. ويساور الغرب الشك تجاه إيران بسبب السرية التي تحيط بها برنامجها النووي والقيود التي تفرضها على عمليات التفتيش التي تجريها وكالة الطاقة الذرية. وقامت إيران التي تقول إن برنامجها النووي يهدف فقط الى إنتاج الكهرباء، بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب يكفي لصنع قنبلة واحدة إذا تم تخصيبه لمستوى أعلى. وليس لدى إيران محطات طاقة نووية تستخدم اليورانيوم منخفض التخصيب، ما زاد شكوك الدول الغربية بشأن نواياها. وقال ديفيد أولبرايت محلل الانتشار النووي الأميركي، إن خطة البرادعي ستؤخر فقط النقطة التي يمكن لإيران عندها استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب في "صنع أسلحة" لنحو عام وهو الوقت الذي ستحتاجه لتعويض 1.2 مليون طن يورانيوم وفقاً لمعدل التخصيب الحالي.