توصل العلماء الذين يبحثون طبيعة المادة في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات، إلى قرائن تفسر السبب في أن الكون ليس مجرد خواء، على الرغم من أن هذه الشواهد ليست كافية لشرح نشوء مليارات المجرّات المتناثرة في الكون السحيق. ولكل جسيم أولي من الجسيمات دون الذرية مادة مضادة لها نفس الكتلة، لكنها تختلف معه في الشحنة، وعند التقائهما في ظروف معينة يمحق أحدهما الآخر بالتبادل لتنتج الطاقة في صورة أشعة غاما أو بوزونات. ويعتقد العلماء بأن كميات متساوية من المادة والمادة المضادة انبثقت مع الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون قبل 13,7 مليار عام، إلا أنه في غضون ثانية من حدوث الانفجار العظيم صارت المادة المضادة في حكم العدم. وقال العلماء، السبت، إنهم رصدوا فرقاً ضئيلاً خلال تحلل جسيم ما إلى مادة أو مادة مضادة أثناء عمليات التصادم التي تحدث في مصادم الهدرونات الكبير بالمختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات المترامي الأطراف والواقع في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة عند سفح جبال جورا قرب جنيف وعلى عمق مائة متر تحت الأرض. ويمثل هذا الكشف الجديد المرة الأولى التي تؤكد أن الجسيم المعروف باسم ميزون ينتج عنه جسيم آخر عند تحلله يختلف عنه في الكتلة، كما يتسق مع ما توصل إليه العلماء من خلال تجارب سابقة تختص بجسيمات أخرى.