أجاز الكنيست الإسرائيلي اليوم، مشروع قانون يجيز طرد وسجن المتسللين الى إسرائيل، حتى لو كان ذاك الشخص هاربا من ويلات الحروب والملاحقات ويطلب اللجوء. ويستهدف القانون بالأساس اللاجئين من السودان وأريتريا، والمتسللين عبر الحدود المصرية. وأثار القانون المقترح في قراءته الأولى استياء وغضب منظمات حقوق الإنسان، لما يشكله من خرق للمواثيق الدولية ولأنه يمكن أن يعرض حياة اللاجئين للخطر. وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نشرته حول الموضوع، إن جهات عسكرية وسياسية في إسرائيل تسعى لسن القانون حتى لو كان ذلك من خلال الترويج لمعلومات مختلف عليها. وأصدرت لجنة الكنيست المسؤولة عن ملف العمال الأجانب بيانا في الآونة الأخيرة، حذرت فيه من أن "مليون إفريقي من طالبي العمل ينتظرون في الأراضي المصرية حتى يتمكنوا من التسلل إلى إسرائيل، ونسبة قليلة جدا منهم، هم من طالبي اللجوء". تضخيم معلومات ونشرت صحيفة هآرتس معلومات حصلت عليها من تقرير لمفوضية الأممالمتحدة، أشار إلى أن هناك 41 ألفا و 423 طالب لجوء في مصر، 20 ألفا منهم فقط مهتمون بالدخول إلى إسرائيل، ما يعني أن هناك تباينا واضحا بين معطيات الأممالمتحدة والمعطيات الضخمة التي تسعى إسرائيل إلى ترويجها، من أجل توفير ذريعة لسن القانون الذي يجيز طرد اللاجئين أو سجنهم. وقال بيل فان اسوفيلد، وهو باحث ومحقق في منظمات حقوق الإنسان، إن "المعطيات التي يتحدث عنها الإسرائيليون عارية عن الصحة؛ فهناك 750 ألف سوداني في مصر، ومعظمهم يعيش فيها منذ سنوات ولا يريدون الهجرة منها. أما المهاجرون الذين وصلوا إلى إسرائيل، فهم طالبو لجوء، انتظروا سنوات في القاهرة مطالبين بتحسين أوضاعهم وفقدوا الأمل في ذلك". وأوضح اسوفيلد، أن "هناك نحو 20 ألف شخص يطالبون بدخول إسرائيل، وليس مليون شخص كما يدعي الإسرائيليون". حقائق أممية وبحسب تقرير لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة صدر هذا العام، هناك 22 ألفا و 689 طالب لجوء من السودان، و ألف و 638 من أريتريا، أي أن هذا الرقم أيضا لا يصل المليون الذي يتحدث عنه الإسرائيليون. كذلك يشير التقرير إلى أن نحو 10 آلاف منهم لم يتواصلوا مع المفوضية في السنوات الأخيرة، ما قد يشير إلى أنهم في إسرائيل. وعلى عكس الادعاءات الإسرائيلية بأن معظم المهاجرين هم طلبة عمل وجزء صغير منهم طلبة لجوء، أشار تقرير صدر عن مفوضية الأممالمتحدة للاجئين عام 2008، إلى أن هناك نحو 15 ألف مهاجر في إسرائيل، أكثر من نصفهم لاجئون. ويشير نفس التقرير إلى أن 90.4% من طلبة اللجوء القادمين من السودان وأريتريا، هم فعلا لاجئون وليسوا طلبة عمل. من جهته طالب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في جلسة للكنيست، بعرض اقتراحات لكيفية بناء شريط حدودي جديد يساهم في منع تسلل الأفارقة من الحدود المصرية.