خرج المئات من المواطنين السودانيون، من طالبي اللجوء في اسرائيل، في تظاهرة أمام وزارة الداخلية احتجاجاً على قرارها القاضي بسجن وطرد حوالي 15 الف من اللاجئين اعتباراً من امس وكان وزير الداخلية الاسرائيلي، أيلي ييشاي، قد امهل جميع المهاجرين غير الشرعيين حتى تاريخ يوم 15 اكتوبر، كي يُغادروا البلاد بإرادتهم وتوعد من سيبقى بعد هذا التاريخ في اسرائيل "بالسجن في مخيمات احتجاز أُعدت لذلك"، وهو ما انتقدته بشدة منظمة العفو الدولية. وشدد الوزير على أنه "اختار العمل بدلاً من الكلام لكي يحافظ على الطابع اليهودي للدولة من أجل أطفالنا." وأكد أنه حصل على موافقة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على هذه السياسة. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالسياسة الاسرائيلية ضدهم مثل "اننا لاجئون، ولسنا متسللين"، "اننا بشر، أين الأخلاقية اليهودية؟" و"لسنا مجرمين، لماذا نوضع في السجن؟"، وطالبوا بتدخل المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة لتسوية الأمر بالنيابة عنهم، وحثوا على مراجعة شاملة وخاصة لكل طلبات اللاجئين. وقد قبلت محكمة القدس الجزئية التماساً قدمته منظمات حقوقية ضد اجراءات يشاي قالوا فيه: "ان قانون التسلل لا يمكّن وزير الداخلية من اتخاذ قرارات بشأن عمليات الاعتقال، التي تعد وظيفة وزير الدفاع" كما احتجوا على ما وصفوها بخطة "تمييزية واستبدادية وظالمة تنتهك الحقوق الأساسية، كما انها متطرفة ومتشددة." ومن ثم، لن يستطيع ييشاي تنفيذ خطته بسجن اللاجئين الغير شرعيين في بلاده حتى تصدر المحكمة حكمها النهائي. وتنتفد منظمة العفو الدولية السياسة الإسرائيلية تجاه الهاجرين الأفارقة، إذ قالت في بيان لها في وقتٍ سابق ان تهديد وزير الداخلية الاسرائيلي تعتبر "خرقاً من جانب إسرائيل لالتزاماتها الدولية، ويبدو ان ايشاي فقد انسانيته". وأضاف البيان: "إنه لمن المؤسف أن نرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير داخليته يتابعان الحديث عن خطة تدعو إلى القسوة على طالبي لجوء إلى إسرائيل، في خرق لالتزامات إسرائيل الدولية والتي أخذت على عاتقها الالتزام بها عبر اتفاقية اللاجئين وغيرها من المعاهدات، والتي من بينها حظر تجريم أو اعتقال طالبي اللجوء." وتابع البيان: "على السلطات الإسرائيلية أن تعلم أنه لا يمكنها إعادة طالبي اللجوء الإرتيريين والسودانيين إلى أوطانهم. يرغب يشاي ونتنياهو في اعتقال طالبي اللجوء الذين فروا من إرهاب النظم التي تحكم بلادهم، إن الحكومة الإسرائيلية بهذا السلوك إنما تغرس بذور إرهاب الأجانب وكرههم." ووفقاً للتقديرات رسمية، يعيش حوالي 60 ألف أفريقي يسعى إلى اللجوء في اسرائيل، معظمهم من جنوب السودان واريتريا، وقد بدأت الحكومة حملة مكثفة لطرد هم منذ يونيو/حزيران الماضي. وتسلل المهاجرون عبر الحدود الإسرائيلية مع مصر، ولذلك قررت اسرائيل بناء سياج بطول 250 كلم على الحدود المصرية في محاولة لمنع عمليات التسلل، وقد تم انجاز 170 كلم من السياج وسينتهي العمل به بحلول نهاية العام الجاري.