تعاني مستشفى وقر التي تقع في الريف الشمالي لولاية كسلا، شحاً في المعينات الطبية والكهرباء، ما جعلها عاجزة عن تقديم خدمات الأشعة ونقل الدم والتخدير، وتخلو المستشفى من عنابر مجهزة لمرضى الدرن الأكثر انتشاراً هناك. وقال عثمان أوشيك المدير الإداري للمستشفى إن "مستشفى وقر يكاد يكون منعدم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى". ووصف المستشفى بأنها أصبحت أشبه ببناية مهجورة، مشيراً الى أن عنابر الرجال تهدمت العام الماضي بسبب عاصفة قوية ولم تجر عليها الى اليوم أي عمليات ترميم. وقال إن إدارة المستشفى قصدت كل الجهات المعنية في كسلا وعدداً من المنظمات لإدخال خدمات في المستشفى، إلا أنهم لم يجدوا آذاناً صاغية للقيام بالمهمة. انشغال عن المرضى وأعاب أوشيك على المسؤولين هناك انشغالهم عن قضايا مهمة تصب في مصلحة المواطن وتراعي صحته، منبهاً أن المستشفى طوال الفترة السابقة لم تحظ بزيارة مسؤول ليعرف أوضاعها وسير عملها. ومن جانبه، أكد عبد اللطيف محمد المدير الطبي للمستشفى وجود نقص حاد في الخدمات الطبية والكوادر الصحية. وقال إن المستشفى بوضعها الحالي تعجز عن إجراء عمليات جراحية حتى لو كانت بسيطة، بسبب عدم وجود كوادر للتشخيص والتخدير. وشكا القطوعات المستمرة في الكهرباء، ما أدى إلى تعطيل خدمات نقل الدم لاعتمادها الكلي على الثلاجات. وأضاف خدمات المستشفى تتضاءل أمام تزايد الطلب عليها لأنها معنية بعلاج أكثر من مائة ألف مواطن في الريف الشمالي. انعدام عنابر الدرن " معدلات الإصابة بمرض الدرن مرتفعة في أرياف كسلا، إلا أن مستشفى وقر لا تزال خالية تماماً من وجود عنابر مجهزة لاستقبال حالات من هذا النوع " ومع ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الدرن في أرياف كسلا، إلا أن مستشفى وقر التي تأسست في خمسينيات القرن الماضي لا تزال خالية تماماً من وجود عنابر مجهزة لاستقبال المرضى من هذا النوع. وقال محمود محمد منسق مشروع الدرن: "نحتاج على الأقل عنبرين أحدهما للنساء والآخر للرجال". وأكد أن مرضى الدرن يقصدون مناطق نائية للعلاج، وهذا يتناقض مع وضعهم الصحي الذي يتفاقم عند التعب والإرهاق. وقال إن مريض الدرن يحتاج على الأقل خمسة عشر يوماً ليجد الاهتمام والعناية المباشرة. وأضاف خالد بشير ضابط الصحة هناك أن مرضى الدرن خاصة الأطفال يحتاجون إلى نوع معين من الطعام، إلا أنه غير متوفر في المستشفى لشح الخدمات فيها.