أطلع وزير الخارجية السوداني علي كرتي، الرئيس عمر البشير، بمبررات طلب الخرطوم لمجلس السلم والأمن الأفريقي تأجيل زيارته لأبيي، موضحاً أن التأجيل جاء لإبعاد إجراءات الاستفتاء الآحادي "من هذا الوجود الأفريقي رفيع المستوى". وكان من المقرر أن يزور مجلس السلم والأمن الأفريقي أبيي السبت الماضي لتفقد الأوضاع بالمنطقة ميدانياً، لكن الحكومة طلبت تأجيل الزيارة لضمان سلامتهم بسبب إجراءات استفتاء آحادي بدأته قبائل دينكا نقوك التسع. وأضاف كرتي لدى لقائه البشير يوم الأحد، أنه تم تنوير الرئيس بنتائج هذا الطلب الخاص بتأجيل زيارة المجلس للسودان وتجديد رغبته لزيارة المنطقة خلال الفترة المقبلة، مبيناً أنه سيتم إجراء مشاورات لتحديد الوقت المناسب لتلك الزيارة. وقال وزير الخارجية إن التأجيل جاء لإبعاد الإجراءات المحلية التي تقوم بها بعض الأطراف في منطقة أبيي من هذا الوجود الأفريقي رفيع المستوى، مبيناً أن المجلس كان قد رفض هذا التحرك الآحادي من قبل هذه المجموعة، وأضاف "نحن أردنا أن تتم الزيارة بعيداً عن التشويه في أبيي". تبرئة جوبا وأبلغ كرتي الصحافيين أنه قدم تنويراً للرئيس البشير حول ما تقوم به بعض الجهات من تسجيل للناخبين لاستفتاء يقام في أبيي من طرف واحد، مبيناً أنها جهات محلية داخل المنطقة وليست لها علاقة بحكومة جنوب السودان. وأوضح أن الخطوة تعد تجاوزاً لكل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين عبر الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، فضلاً عن أنها مجافية لقرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي بما فيها الاجتماع الأخير الذي تم بنيويورك على مستوى الرؤساء. وأضاف أن الخطوة تمثل خروجاً على نتائج لقاءات رئيسي البلدين والتي تم فيها الاتفاق على أن يكون موضوع أبيي بيد الرئيسين، وأن هذه الخطوة تعد خروجاً واضحاً على إرادة حكومة جنوب السودان. وجدد كرتي التزام السودان بمقررات الاتحاد الأفريقي على كلِّ مستوياته ومخرجات لقاءات الرئيسين الثنائية التي أكدت أكثر من مرة أن حل القضية سيكون بيد الرئيسين. وأبان أن حكومة الجنوب أعلنت في بيان واضح أنها ليست طرفاً فيما يجري حالياً بالمنطقة من تسجيل للناخبين، وزاد "بهذا البيان تكون حكومة الجنوب على وفاق مع حكومة السودان بشأن أبيي".