تظهر في واحدة من المناطق الرئيسية للإنتاج النفطي في جنوب السودان علامات تنذر بوجود تلوث متزايد يمكن لآثاره أن تقلب حياة السكان المحليين والبيئة الهشة أصلاً في مستنقعات النيل الأبيض الهائلة. وقامت المنظمة الألمانية غير الحكومية (بارقة أمل) هذا الأسبوع، بمهمة لتقييم نوعية المياه في ولاية الوحدة (وسط الجنوب) أكدت حجم التلوث حسب هذه المنظمة، وقال نائب رئيس المنظمة كلاوس ستيغليتس إن "التنقيب عن النفط واستغلاله في حقلي (مله وثارجاث) يشكلان تهديداً جدياً للسكان وماشيتهم والبيئة". وأكد ستيغليتس أن "المصدر الأول للتلوث هو المياه المالحة والمحملة بالمعادن الثقيلة التي يلقيها مركز معالجة النفط الخام في ثارجاث". أما المصدر الثاني للتلوث فهو المياه التي تحوي كمية كبيرة من المواد الكيميائية التي تستخدم عند حفر الآبار، على حد قول ستيغليتس. وقالت المنظمة إن التلوث أصبح يهدد كل المياه الجوفية، مشيرة إلى خطورته خصوصاً في قرية "رير" المجاورة لمركز ثارجاث. وقال ممثل وزارة الصحة بولاية الوحدة بيتر ماقوي: "لدينا شكوك كبيرة حول نوعية. المياه في المنطقة"، وأضاف: "هذه المنتجات الكيميائية للصناعة النفطية تلوث تربتنا وستسبب مشاكل هائلة"، مؤكداً أن سلطات الولاية "مستاءة من طريقة استغلال النفط".