دعا وسطاء "إيقاد" في نزاع جنوب السودان على هامش القمة الأفريقية إلى نشر مراقبين لتطبيق اتفاق وقف العدائيات بين الأطراف المتناحرة فوراً، بينما تخشى الأممالمتحدة من تفشي الكوليرا وأمراض أخرى في مخيمات النازحين. ووقع جيش جنوب السودان والمتمردين في 23 يناير اتفاق وقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر من معارك خلفت آلاف القتلى ونحو 800 ألف نازح. ولدى افتتاح اجتماع "إيقاد" الجمعة، حث موفدها الخاص لجنوب السودان سيوم ميسفين قادة دول شرق أفريقيا على "التأكد في ظرف 48 ساعة من إقامة آلية متابعة وتحرٍ في جنوب السودان تسمح بتسهيل دخول الآلية بكاملها حيز التنفيذ سريعاً وتدريجياً". ودعا الطرفين إلى التأكد من "الانسحاب التدريجي" لقواتهما من خط الجبهة. وقال ممثل الأممالمتحدةبجنوب السودان هايلي مينكيريوس مخاطباً قادة "إيقاد" وطرفي النزاع، إنه يجب أن تتلقى فرق المراقبين "الدعم السياسي واللوجستي الضروريين وتفويضاً بلا قيود للوصول" إلى كافة مناطق البلاد. من جانبه، حذر المبعوث الأميركي دونالد بوث "الذين يحاولون نسف عملية السلام من أن عليهم أن يعلموا أننا نراقب جميعاً، وأن الذين يحاولون أن يلعبوا دور المخربين سيتحملون العواقب". أوضاع النازحين إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن النازحين في جنوب السودان يخشون العودة إلى منازلهم خوفاً من اندلاع أعمال العنف مرة أخرى، رغم استعادة القوات الحكومية السيطرة على ولاية أعالي النيل النفطية. وأشارت الصحيفة إلى أن آلاف النازحين تحصنوا في كاتدرائية القديس يوسف في ملكال، بسبب القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، وهم يعانون من الجوع والعطش، ورهنوا العودة بتوقف القتال عدة أشهر، رغم اتفاق الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار. وحذرت الأممالمتحدة من تزايد أعداد النازحين بسبب النقص الشديد في المواد الغذائية والطبية، فضلاً عن انتشار الأمراض، مشيرة إلى أن تدهور الوضع الأمني يعيق وصول فرق الإغاثة والمساعدات إلى النازحين. وأوضحت الصحيفة أن هناك 27 ألف شخص يعيشون في مخيمات الأممالمتحدة في ملكال، والمكان أصبح مزدحماً جداً، ما أدى إلى مشكلة نقص شديد في دورات المياه، الأمر الذي يهدد بتفشي الكوليرا وأمراض أخرى في المخيم، وفقاً للرئيس الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة بالجنوب. وأعلنت اليونسيف وفاة نحو 30 طفلاً بسبب انتشار الحصبة في مخيمات النازحين في بور.