أجرى الرئيس السوداني عمر البشير لقاءين مهمين بزعيمي أكبر حزبين وطائفتين بالسودان، عندما اجتمع اليوم إلى محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الطريقة الختمية، والصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار. ووافق البشير مبدئياً على ميثاق الشرف الذي طرحه المهدي المتعلق بإجراء انتخابات في مناخ يتراضى عليه الجميع، ووعد بدفع الميثاق للأجهزة المختلفة لدراسته, ووصفه بالمطلوب لتهيئة الأجواء للانتخابات. وأعلن المهدي للصحافيين عقب لقائه البشير بالقصر الجمهوري عن تجاوب رؤساء الأحزاب مع فكرة الميثاق, وعبر عن أمله في حدوث موافقة شاملة لما يمكن تحقيقه عبر ملتقى قومي لتجاوز الخلافات وخلق مناخ مساعد لنزاهة وسلامة الانتخابات وقبول الأحزاب المتنافسة لنتائج الانتخابات. وأضاف المهدي أن المرحلة القادمة تحتاج ل"محاولة قومية" تتصدى للقضايا المختلف حولها، وزاد: "إذا تم لقاء قومي جامع يمكن أن يتطرق لكل الخلافات وتجاوزها، سواء في ما يتصل بقانوني الأمن والاستفتاء أو أزمة دارفور وقضايا الحريات المختلف حولها". البشير يشيد بمواقف الميرغني وحسب وكالة السودان للأنباء، فإن البشير التقى أيضاً اليوم بالميرغني وعبر له عن تقديره لمواقفه الوطنية وحرصه على وحدة وسلامة واستقرار البلاد. وجدد البشير التزامه بتعزيز مسيرة الوفاق وتحقيق الوحدة الوطنية. وشدد الميرغني في تصريحات صحفية على ضرورة الوفاق الشامل وتعزيز وحدة السودان ونبذ الفرقة والشتات، معلناً أنه سيلتقي في هذا الشأن بسلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب. وأضاف: "إننا نحتاج لدعوة كل الفرقاء لتوضيح آرائهم في حاضر ومستقبل البلاد وقضايا الوطن المختلفة واتباع ما كان صواباً منها ورد ما كان خطأ". وحول ترشيح الاتحادي لأي مرشح للرئاسة قال الميرغني "إننا ننظر ذلك في حينه". يذكر أن المؤتمر الوطني وقع اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الذي يرأسه الميرغني واتفاق "التراضي الوطني" مع حزب المهدي، إلا إن حزبي الأمة والاتحادي يشكيان من تعثر تنفيذ الاتفاقين وإهمال الحكومة لهما. وتخطط أحزاب معارضة بينها حزب الأمة في موكب سلمي غداً الاثنين إلى البرلمان للتعبير عن احتجاجهم على ما سموه التباطؤ في إجازة قوانين التحول الديمقراطي.