رصدت الأممالمتحدة في جنوب السودان، انتشار عشرات الجثث في طرقات بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية التي سيطرت عليها قوات المتمردين خلال الأسبوع الحالي، فضلاً عن تعرض المحال التجارية بالمدينة لأعمال نهب من قبل المدنيين. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجريك، إن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان "أونميس" أفادت يوم الأربعاء أن العاملين في البعثة شاهدوا نحو 40 جثة ملقاة في شوارع البلدة، كما تلقت أونميس تقارير أفادت أنه بالإضافة إلى استيلاء قوات المعارضة أمس على بلدة بانتيو تسيطر الآن على مقاطعتي جيت وروبكونا بولاية الوحدة. وتابع المتحدث الرسمي قائلاً "أجرت البعثة عدداً من الدوريات يوم الأربعاء، بما في ذلك بانتيو وروبكونا، ولاحظت خلو مقرات الجيش الشعبي لتحرير السودان في روبكونا إلا من عدد قليل من جنود الجيش الشعبي المنتشرين في بلدة بانتيو". ونوه إلى أن أعداد المشردين داخلياً الذين لجأوا إلى مركز حماية المدنيين التابع لبعثة أونميس في بانتيو والتورم، وصل إلى أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. نداء كي مون إلى ذلك، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، نداءً ملحاً من أجل جنوب السودان حيث يواجه مليون شخص خطر المجاعة بسبب المعارك وموسم الأمطار. واندلعت مواجهات بين الجيش الحكومي والمتمردين بقيادة نائب الرئيس المعزول رياك مشار منذ 15 ديسمبر الماضي. وقال بان كي مون لدى استقباله المفوضة الأوروبية المكلفة لشؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا يوم الأربعاء "إذا لم نتحرك فوراً، فإن مليون شخص قد يعانون من المجاعة في غضون أشهر". ولفت إلى أن مستويات سوء التغذية "عالية جداً" في صفوف مئات آلاف النازحين نتيجة النزاع، وبخاصة النساء والأطفال. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنه "يجب وضع حد للمعارك وإيجاد حل سياسي لهذا النزاع، إضافة إلى إيجاد الموارد للاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة للمدنيين". وأوضح أن الحاجة إلى توفير هذه الموارد الآن أمر "بالغ الأهمية"، للتمكن من إيصال الإمدادات المنقذة للحياة قبل أن يبلغ موسم الأمطار ذروته، إذ تصبح حينها غالبية الطرقات بجنوب السودان غير سالكة".