فاز الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بفترة رئاسية جديدة يوم الجمعة بنسبة 81.5% بعد انتخابات رفضها معارضوه بوصفها تزويراً يستهدف إبقاءه في الحكم رغم اعتلال صحته، ويحكم بوتفليقة وهو أحد قادة حرب الاستقلال المخضرمين البلاد منذ 15 عاماً. وأدلى بوتفليقة بصوته وهو يجلس على كرسي متحرك يوم الخميس، في ظهور علني نادر منذ إصابته بجلطة العام الماضي أثارت تساؤلات حول استقرار البلاد. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بوتفليقة (77 عاماً) بدعم من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الذي يهيمن على المشهد السياسي منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962. وقال وزير الداخلية الطيب بلعيز في مؤتمر صحفي، إن النتائج الأولية الرسمية تظهر فوز بوتفليقة بنسبة 81.53% من الأصوات. وفاز أقرب منافسيه علي بن فليس بنسبة 12.8 %، بينما بلغت نسبة الإقبال على مستوى البلاد 51.7 %. مخاوف جزائرية " الحالة الصحية للرئيس تثير مزيداً من التساؤلات حول الانتقال المحتمل في الجزائر، ومن الذي سيحل محله إذا مرض خلال ولايته الرابعة وإلى أي مدى ستتجه الحكومة الجديدة نحو الإصلاحات "وقال رئيس وزرائه السابق عبدالمالك سلال في مؤتمر صحفي، وإلى جواره صورة لبوتفليقة على حامل "يؤكد الفوز أن بوتفليقة قادر على إعطاء المزيد للجزائريين في الأعوام الخمسة القادمة." وفي وسط الجزائر العاصمة، لوحت مجموعات من المؤيدين الشبان بصور الرئيس وأطلقوا نفير سياراتهم وأشعلوا الألعاب النارية احتفالاً بفوزه. لكن الحالة الصحية للرئيس تثير مزيداً من التساؤلات حول الانتقال المحتمل في الجزائر، ومن الذي سيحل محله إذا مرض خلال ولايته الرابعة وإلى أي مدى ستتجه الحكومة الجديدة نحو إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية. ويخشى كثير من الجزائريين من مواجهة نوع الاضطرابات التي اجتاحت الدول المجاورة تونس ومصر وليبيا منذ انتفاضات "الربيع العربي" في عام 2011. وقاطعت ستة أحزاب معارضة الانتخابات التي جرت يوم الخميس، قائلة إنها لن تؤدي إلى إصلاح نظام لم يشهد تغييراً يذكر منذ أيام حكم الحزب الواحد، وهو حزب جبهة التحرير الوطني في السنوات الأولى بعد الاستقلال. ووصف بن فليس الرئيس السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، والذي كان يوماً حليفاً لبوتفليقة، الانتخابات بأنها مزورة ورفض قبول النتائج، لكنه لم يقدم أدلة تذكر ورفضت الحكومة مزاعمه.