اتفق رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار كير، مساء الجمعة، على وقف إطلاق النار، وذلك بعد ضغوط دولية مكثفة لإنهاء الصراع الذي أوشك على التحول إلى إبادة جماعية بحسب وسيط إقليمي . وينص الاتفاق على هدنة فورية بين القوات المتصارعة، وتشكيل حكومة انتقالية، قبل صياغة مشروع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة. وقع الاتفاق رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت وقائد القوات المتمردة نائبه السابق رياك مشار، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وحضر مراسم التوقيع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ديسالين، وممثل عن الوساطة الأفريقية، وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية. وينص الاتفاق على وقف القتال في الجنوب بعد 24 ساعة من التوقيع، ونشر مراقبين من الدول الأعضاء في هيئة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا "إيقاد" فوراً، والتزام الأطراف بعزل قواتها عن بعضها البعض، وعدم تحريكها حتى يتم التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وجاء الاتفاق بوساطة "إيقاد"، لكن الطرفين استجاباً للدخول في التفاوض بعد ضغط من أميركا والاتحاد الأوروبي. ممرات آمنة ووفقاً للاتفاق، سيتم فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع المسلح في الجنوب، وفي أرجاء جنوب السودان كافة، بالإضافة إلى الاتفاق على حل جميع الخلافات في جنوب السودان بالحوار. كما اتفق طرفا النزاع على تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان، تمهد الطريق لوحدة وطنية، وتكون مهمتها الإعداد لدستور دائم لجنوب السودان، والإعداد للانتخابات المقبلة. واتفق ميارديت ومشار على السماح للشركاء الدوليين وكل المعنيين بالأوضاع في جنوب السودان، بالمشاركة في صنع مستقبل جنوب السودان السياسي. وكان الرجلان قد وصلا إلى قاعة التوقيع داخل القصر الرئاسي، بعد أن تصافحا في منتصف الطريق قبل الجلوس على المنصة وتوسطهما ديسالين. ولم تظهر ملامح الفرح على ملامح الرجلين، وظلا متجهمين طوال فترة التوقيع على الاتفاق. وشهد جنوب السودان حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، في أعقاب حالة الحرب التي اندلعت في شهر ديسمبر، بعد اتهام الرئيس ميارديت لمشار وعدد من القيادات في الحكومة بالتخطيط لقلب نظام الحكم.