نفى الجيش السوداني، ليل السبت، اتهامات أطلقها وزير دفاع دولة جنوب السودان بدعم الخرطوم للمتمردين في بلاده، بقياده نائب الرئيس السابق رياك مشار، وفي الأثناء أكد قادة عسكريون سابقون بالجيش الشعبي أن دولة الجنوب تدعم المتمردين السودانيين. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش د.الصوارمي إن السودان لا يقدم أي أسلحة أو دعم لمتمردي دولة جنوب السودان، مؤكداً أن زيارة مشار للسودان مؤخراً جاءت في إطار ما يقوم به السودان من وساطة بين الأطراف المتصارعة في دولة جنوب السودان. وأضاف أنه في نفس هذا الإطار كان السودان قد استقبل زيارات مماثلة من رئيس دولة جنوب السودان ووزير دفاعها، وكل هذا لا يحسب فيه أن السودان يدعم طرفاً على الآخر. اتهامات جوبا وكان وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميانق جوك، اتهم الحكومة السودانية بتقديم دعم ضخم إلى قوات التمرد من أسلحة ومعدات عسكرية وذخائر في الفترة الماضية، خاصة بعد زيارة زعيم المتمردين إلى الخرطوم، الأسبوع الماضي. وقال في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الصادرة يوم السبت، إن مشار ووفده العسكري عقدوا اجتماعات مع مسؤولين كبار في الجيش والاستخبارات العسكرية والأمن في أحد الفنادق بالخرطوم. وعلى صعيد ذي صلة، أكدت قيادات عسكرية سابقة بالفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي استمرار دعم دولة الجنوب للحركات المسلحة وقوات الجبهة الثورية عسكرياً ومادياً، وأن دولة جنوب السودان لم تفك ارتباطها بالفرقتين. وقال قائد الاستخبارات العسكرية بالفرقة العاشرة العميد استيفانوس حسين الرضي، إن الجيش الشعبي لا يزال يدعم التمرد بولاية جنوب كردفان بالمؤن والذخيرة، متسائلاً عن مغزى وجود قوات الجبهة الثورية داخل أراضي دولة الجنوب، إذا لم يكن هناك دعم مباشر ومساندة من دولة الجنوب للحركات المسلحة التي تدار عبر الجبهة الثورية. هجوم أقدي من جانبه، كشف مسؤول الإمدادات بالفرقة العاشرة العميد عبدالله عوض الهادي عن مشاركة قوات حركة العدل والمساواة في الهجوم على أقدي بمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق الأسبوع الماضي، مؤكداً تورط منظمات غربية في نقل الدعم العسكري والمادي إلى داخل الحدود السودانية. وأوضح الهادي أن مدير الاستخبارات بالجيش الشعبي يشرف على عملية الدعم من جوبا، قائلاً إن مالك عقار قام بتجنيد ستة آلاف طفل من معسكرات اللاجئين السودانيين بالجنوب التي تشهد أوضاعاً إنسانية سيئة. من جانبه، قال قائد الفرقة (شمال بحر الغزال) العميد محمد إبراهيم جمعة إن حكومة الجنوب بعد الانفصال التزمت بتوفير السلاح والدعم اللوجستي لمواصلة الحرب ضد الشمال. رواتب من جوبا وأشار جمعة إلى أن الدعم العسكري للفرقتين التاسعة والعاشرة من دولة الجنوب كان يصل لجميع المحاور، موضحاً أنه كان شخصياً من الضباط المسؤولين عن تسلم المرتبات من جوبا، مؤكداً أن الفرقتين التاسعة والعاشرة أصبحت جزءاً أصيلاً من الجيش الشعبي ولا تزال. وفي ذات السياق، كشف مسؤول الإمداد بالفرقة التاسعة، كمال سمعان كوة، القائد الميداني بالفرقة - طبقاً للمركز السوداني للخدمات الصحفية - أن الدعومات التي كانت تأتي من الجنوب بغرض التسيير وتنفيذ العمليات، وتشمل الأسلحة بمختلف أنواعها والمعدات العسكرية. وأشار إلى اللجنة التي شكلتها حكومة جوبا لدعم الفرقة التاسعة سلمت المتمردين قبل أسبوعين ثماني دبابات بجانب الأسلحة، مؤكداً أن حكومة الجنوب لم تفك ارتباطها بالفرقتين التاسعة والعاشرة، وأنها مستمرة في تقديم الدعم.