دعا زعماء الدول الآسيوية والأفريقية، يوم الأربعاء، إلى نظام عالمي جديد من أجل الانفتاح على قوى اقتصادية وترك "الأفكار العتيقة"، في مفتتح اجتماعات في جاكرتا بمناسبة الذكرى الستين لمؤتمر باندونق، بحضور 21 زعيماً من أصل 109 وجهت لهم الدعوة. وجاءت دعوة الزعماء في بداية الاحتفال خلال اجتماع للدول الآسيوية والأفريقية في جاكرتا بمناسبة الذكرى الستين لمؤتمر يعتقد أنه ساعد دول العالم النامية على الوقوف في وجه الاستعمار وأدى إلى تأسيس حركة عدم الانحياز خلال فترة الحرب الباردة. وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي تستضيف بلاده المؤتمر، إن من يصرون على أن المشاكل الاقتصادية العالمية لا يمكن حلها إلا عن طريق البنك وصندوق النقد الدوليين وبنك التنمية الآسيوي يتشبثون "بأفكار عتيقة"، وأضاف "هناك حاجة للتغيير... من المهم أن نؤسس نظاماً اقتصادياً دولياً جديداً يكون منفتحاً أمام القوى الاقتصادية الناشئة". وشدد ويدودو على أن التحديات التي تواجه دول قارتي آسيا وأفريقيا ما زالت قائمة ولم يتم حلها بعد. تعاون دولي " التفكير في حل المشكلات الاقتصادية العالمية من خلال البنك وصندوق النقد الدوليين وبنك التنمية الآسيوي فقط هو أمر عفا عليه الزمن، علينا بناء نظام اقتصادي عالمي جديد " وقال إن التفكير في حل المشكلات الاقتصادية العالمية من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي فقط هو أمر عفا عليه الزمن، علينا بناء نظام اقتصادي عالمي جديد. وفي كلمته خلال المؤتمر الذي جاء تحت شعار: (تعزيز التعاون بين دول الجنوب لتعزيز السلام والازدهار العالميين)، سلط الرئيس الإندونيسي، الضوء على أهمية إقامة التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين جميع الدول في المنطقة، داعياً إلى مزيد من تعزيز التواصل والتبادلات والعلاقات المشتركة. ودعا ويدودو الحاضرين إلى التركيز على محنة فلسطين والحاجة إلى بنية اقتصادية مشتركة جديدة لدعم الجهود من أجل تحقيق الاستقرار والمساواة في جميع أنحاء القارتين الآسيوية والأفريقية. وكان مسؤول فلسطيني دعا عشية المؤتمر (الثلاثاء)، الدول المشاركة إلى دعم الفلسطينيين في المحافل الدولية والمساهمة في عقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الصراع الممتد مع إسرائيل منذ عقود. انحسار الشعار وكانت دول المؤتمر، الذي تستضيف إندونيسيا فعالياته في مدينتي جاكرتا وباندونج، حيث تحمل الأخيرة اسمه منذ أول اجتماعات عقدت في عام 1955، تمثل معاً ما يقل عن ربع الإنتاج الاقتصادي العالمي آنذاك، ولكنها تمثل اليوم أكثر من نصف حجم الاقتصاد العالمي. ويرى مراقبون أن اجتماعات باندونج الراهنة لهؤلاء الزعماء في إندونيسيا، سيركز المشاركون فيها على المسائل التجارية وكيفية جذب الممولين الأجانب وبث حياة جديدة في تطور بلدانهم الاقتصادي، مشيرين إلى أن سياسة عدم الانحياز التي وضعها جواهر لال نهرو، وسمحت لبلدان العالم الثالث باستغلال الكتلتين (الشرقية والغربية) والعمل الموحد في المحافل الدولية، أصبحت مجرد شعار لا أكثر. كما يشيرون إلى أن حركة عدم الانحياز كانت قوة كبيرة في المرحلة التي كان فيها قطبان للقوة. نظام جديد " ندعو إلى إصلاح نظام اقتصادي جديد لتجنب هيمنة الدول الأخرى، العالم يحتاج الآن قيادة عالمية جماعية جديدة يتم تطبيقها بشكل مسؤول " وكانت الحركة تعمل من أجل نظام اقتصادي جديد. وبدا في السبعينيات أن هذه الحركة تقود البلدان النامية إلى النصر، ولكن الآن فقدت حركات آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية صفتها التنظيمية. وأوضح المراقبون أن المشتركين سينصب اهتمامهم، كذلك، على مشاكل الأمن والسلام وعلى مشاكل التنمية الاقتصادية، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الأجنبية والعلاقات التجارية بين القارتين خلال القرون الستة الماضية بصورة سريعة وملحوظة. وينبه المراقبون إلى أن هناك 50-60 دولة، انسجمت مع العولمة بسبب موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية ورخص الأيدي العاملة فيها، مثل تايلند. وهناك بلدان مصدرة للنفط. ويحذرون من أن مصطلح "البلدان النامية" فقد معناه حالياً، لأن هذه البلدان أصبحت مختلفة تماماً، لذلك لا يمكن حل مسائل مشتركة. لكنهم يرون أنه في جميع الأحوال ستحتل قرارات وتوصيات قمة جاكارتا الحالية مكاناً بارزاً في العلاقات الدولية، نظراً لمشاركة الزعيم الصيني شي جين بينغ، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي. ومن المتوقع التصديق خلال القمة الحالية على ثلاث وثائق وهي رسالة باندونج ومبادرة الشراكة الاستراتيجية الآسيوية الأفريقية الجديدة وإعلان دعم الدول الآسيوية والأفريقية لفلسطين.