لفت المهرجان الثقافي السوداني الأول بشرق أفريقيا الذي أقيم في العاصمة الكينية نيروبي الأنظار، لكن حضور أبناء قبيلة النوبة الكينية، الذين جاءوا بزيهم وإيقاعاتهم، كان لافتاً وهم يعبرون بطريقتهم الخاصة عن ثقافتهم ذات الجذور السودانية. ففي قاعة "بوماس أوف كينيا"، التي استضافت المهرجان، كان للمكان دلالة الثقافات وخصائص المجتمعات، وهو مصمم على هيئة المنازل التقليدية للمجتمعات المتنوعة في كينيا، وبالتالي فهو أيضاً منزل كبير للتنوع الثقافي. وللدلالة ما جاء في المهرجان الثقافي السوداني الأول من نوعه بشرق أفريقيا داخل هذا المكان، شيء من التراث والتقليد ممزوج بالحداثة في أبهى صورها. فالمدخل على الشارع العام تحيط به الأشجار على جانبي الطريق الذي يقودك إلى بوابة رئيسية بنيت بمواد تقليدية، كأنها تمثل ثقافات كينية متنوعة. منزل أفريقي كبير ويظهر ذلك التنوع بوضوح في القاعة الرئيسية التي استضافت المهرجان وهي تجسد منزلاً أفريقياً كبيراً، جمعت فيه القبائل والمجتمعات أشياء تخصها في هيئة بناء معماري تقليدي وحديث. ووسط هذه الأجواء افتتح المهرجان بخطب استهلها رئيس الجالية السودانية في كينيا د. عبدالوهاب السناري بقوله: "مهرجان الثقافات السودانية في شرق أفريقيا كان حلماً فأصبح حقيقة". وقال السناري إن السودان بلد متنوع وإنه عاش في كينيا قرابة العشرين عاماً، لاحظ فيها أن الكثيرين الذين يعيشون هنا لا يعرفون عن السودان الكثير، "سوى أنه مجرد بلد أفريقي يعيش حالة من الحروب، ويعيش مواطنوه حالة لجوء دائمة". واعتبر سفير السودان في كينيا مجوك باندونق المهرجان فرصة لعكس التنوع الثقافي في السودان. التعايش والتناغم " فرقة كواتو الفنية رسمت لوحة متنوعة للثقافات السودانية عبر عرض ختامي مزج الرقص مع الموسيقى في لوحة بديعة "وقال السفير في كلمته إن السودانيين عليهم الآن أكثر من أي وقت مضى مواجهة تحديات كثيرة لإثبات قدرتهم على التعايش والتناغم. وكانت كلمة الوكيل الدائم لوزارة الثقافة الكينية د. جاكوب هي خاتمة مهرجان الخطب ذلك المساء، معلناً سعادته بافتتاح المهرجان الثقافي السوداني بكينيا رسمياً. وبدأت بعد الكلمة عروض الرقص الأفريقي التي وجدت تجاوباً من الجمهور. ورسمت فرقة كواتو الفنية لوحة متنوعة لثقافات سودانية متنوعة، عبر عرض ختامي جيد لممازجة الرقص مع الموسيقى، "لوحة دوزن ترانيمها شريف شرحبيل"، وحولتها كواتو إلى لوحة رقص بديعة، ليأتي بعد ذلك الفنان عصام محمد نور، فنان من عصر حديث يتمتع بذاكرة الأيام الخالدة، "اليوم نرفع راية استقلالنا"، كانت بداية جيدة افتتح بها عصام محمد نور وصلته الغنائية. مسرح القاعة الكبيرة " رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في كينيا جون دوكو اعتذر رسمياً عن المشاركة ، معتبراً أن المهرجان لا يمثل كل ثقافات السودان، وإنما ممثلاً لثقافة بعينها "وبعد وصلة نور تحول الحضور إلى مسرح القاعة الكبيرة في ابتهاج بديع قبل أن يسدل الستار لليوم الأول من المهرجان الثقافي السوداني الأول في كينيا، وعبروا عن تجاوبهم مع ليلة سودانية، وتناولوا طعاماً سودانياً وطربوا طرباً متنوعاً. لكن على صعيد آخر، قال رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في كينيا جون دوكو لشبكة الشروق، إنه اعتذر رسمياً للسفير السوداني، حينما قدمت له الدعوة، معتبراً أن المهرجان لا يمثل كل ثقافات السودان، وإنما يعتبر مهرجاناً ممثلاً لثقافة بعينها. ورصدت الشروق حضوراً مميزاً من أبناء النوبة الكينيين الذين حضروا بزيهم وإيقاعاتهم، معبرين عن تقاربهم مع ثقافتهم في جذورها السودانية.