أشارت حكومة المحافظين المنتخبة حديثاً في بريطانيا إلى أنها ستقلص خدمات ونفقات هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في مستهل معركة حامية بشأن مستقبل أكبر هيئة عامة للبث الإذاعي والتلفزيوني في العالم وسط توقعات بردود فعل عاصفة. وقالت الحكومة في عرضها لمقترحات لأكبر تغييرات تشهدها (بي.بي.سي) في عشر سنوات على الأقل، إن تغير عادات المشاهدة يعني أن حجم المؤسسة ونطاقها وتمويلها بشكله الحالي ربما لم يعد مناسباً. وقال وزير الإعلام جون وتينجدال أمام البرلمان "في ظل وجود الكثير من الخيارات فيما يتعلق بما يمكن استهلاكه، وكيف يمكن استهلاكه، ينبغي على الأقل أن نتساءل عما إذا كان يجب أن تحاول (بي.بي.سي) أن تكون كل شيء لكل الناس". ويرى مراقبون أن أي محاولة لتغيير أوضاع هيئة الإذاعة البريطانية التي يبلغ عمرها 92 عاماً، ستثير رد فعل عاصفاً في بريطانيا، حيث تتمتع بمكانة ثقافية مميزة نابعة من دورها في عرض كل شيء، بدءاً من حفلات الزفاف الملكية وانتهاء بالأحداث الرياضية والأخبار المحلية والمسلسلات الشهيرة. ويقول أنصار (بي.بي.سي) إنها مؤسسة وطنية قيمة، لكن معارضيها يقولون إنها مؤسسة متضخمة تخنق المنافسة التجارية وتغطيتها الإخبارية غير متوازنة، بينما تقول هي في تعقيب على مقترحات الحكومة "نعتقد أن وثيقة المشاورات هذه تبدو وكأنها تضع تصوراً عن (بي.بي.سي) أصغر حجماً وأقل شعبية".