تبقت 48 ساعة فقط على صدور قرار أميركي مترقب بقوة وينتظر ملايين السودانيين صدوره من الرئيس دونالد ترامب برفع أو تمديد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على السودان منذ أكثر من عقدين من الزمان. ومع اقتراب الموعد المنتظر زاد الترقب المشوب بالحذر، وسط تحذيرات بثها مسؤولون في الخرطوم من التصعيد ضد واشنطن إذا ماقامت بتمديد العقوبات، وأخرى متفائلة بالرفع الكلي للعقوبات. ويدعم المتفائلون وجهة نظرهم، بكثير من الإشارات الإيجابية التي بدأت تلوح في الأفق وفي مقدمتها الدعم القوي لأجهزة الأمن الأميركية وعلى رأسها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) والجيش الأميركي الذين يدعمون رفع العقوبات لقناعتهم أن التعاون مع السودان أمر حيوي بالنسبة لمصالح أميركا الاستراتيجية. العهود القديمة " وزير الخارجية يقول إن أي قرار غير رفع العقوبات غير منطقي وغير مقبول،ويشير إلى أن ذلك حق من حقوق السودان الذي أوفى بكافة ما التزم به مع الولاياتالمتحدة الأميركية "وبالمقابل، ينطلق المتشائمون من قاعدة أن التاريخ يؤرخ لأميركا بعدم الوفاء بعهودها القديمة خاصة فيما يلي السودان. ويشير هؤلاء في هذا الجانب لحوافزها الشهيرة التي طرحتها مع اتفاقية السلام بجنوب السودان والتي سرعان ماتبخرت بمجرد ترجيح الجنوبيين لكفة الانفصال في الاستفتاء التاريخي الذي تم في العام 2011. وقال وزير الخارجية السوداني أ.د.إبراهيم غندور، يوم الإثنين، إن أي قرار غير رفع العقوبات غير منطقي وغير مقبول، مشيراً إلى أن ذلك حق من حقوق السودان الذي أوفى بكافة ما التزم به مع الولاياتالمتحدة الأميركية. واستبق رئيس البرلمان السوداني أ.د.إبراهيم أحمد عمر، بتصريحات للشروق حذّر فيها من التصعيد والتعبئة العكسية ضد الولاياتالمتحدة الأميركية في حال عدم الرفع النهائي للعقوبات. ردود الفعل " وزير التجارة يقول إن التطورات الإيجابية بعد تكوين حكومة الوفاق الوطني تقتضي رفع العقوبات الأميركية، ويؤكد التزام السودان بالتحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان "ونصح عمر بالابتعاد عن سياسة ردود الفعل في التعامل مع هذا الملف، داعياً للاستمرار في إقناع الإدارة الأميركية ومجموعات الضغط المؤثرة هناك، بأهمية رفع العقوبات وتوضيح الأثر السلبي لها على الشعب السوداني. وبالمقابل، قال وزير التجارة السوداني حاتم السر، إن التطورات الإيجابية بعد تكوين حكومة الوفاق الوطني تقتضي رفع العقوبات الأميركية، مشيراً لالتزام السودان بالتحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان. وأوضح السر أن هناك تفاهماً حقيقياً في الإطار الثنائي بين السودان والولاياتالمتحدة الأميركية. وفي السياق، كشف مقرر المجلس الاستشاري للنيباد د.بابكر محمد توم، عن محاولات لوبيات صهيونية ومتطرفين لإقناع الإدارة الأميركية بالإبقاء على العقوبات بدعوى أن ما قام به السودان ليس كافياً لرفعها. وقال محمد توم، وهو خبير اقتصادي معروف، إن العقوبات الاقتصادية على السودان سببها خلاف سياسي ودبلوماسي مع أميركا وليس دعم الإرهاب، مؤكداً أن الخرطوم ساعدت الأسرة الدولية في مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.