أعلن السودان عن مبادرة مشتركة مع قطر للتوسط بين أريتريا وجيبوتي لحل النزاع الحدودي بين البلدين الجارين. واتفق الرئيسان السوداني والأريتري في لقاء ضمهما ليل أمس على توحيد جهود الخرطوم والدوحة في هذا الشأن. وتبدأ إجراءات الوساطة بعد أداء الرئيس عمر البشير القسم اليوم، حيث يشارك عدد من الرؤساء الأفارقة بينهم الرئيس الجيبوتي عمر قيلي. وأكدت وزارة الخارجية السودانية أنها لمست من الجانب الأريتري استعداداً للتفاوض مع جيبوتي. وقال وزير الدولة بالخارجية علي كرتي لقناة الشروق عقب لقائه الوفد الأريتري الذي ترأسه وزير الخارجية الأريتري عثمان صالح، إن الوفد أجرى لقاءً مع مساعد الرئيس السوداني د.نافع علي نافع. وأضاف كرتي أن الأوضاع في السودان ستكون محل نظر بين البشير والرؤساء المشاركين في مراسم التنصيب. جزيرة مهجورة يذكر أن المنطقة المتنازع عليها بين أريتريا وجيبوتي تضم تلاً يعرف باسم "جابلا"، أو "رأس دوميرة"، إضافة إلى جزيرة صغيرة تدعى "دوميرة"، وهي منطقة مهجورة لا يطأها غير الصيادين من وقت لآخر. وسبق أن اندلعت معارك بين القوات الأريترية والجيبوتية على طول الحدود بين البلدين في يونيو 2008، وقبلها جرت مواجهات عسكرية في منتصف التسعينيات، واستمرت العلاقات متوترة بين البلدين حتى الآن. ويعتقد الخبراء أن الحدود بين الجانبين لم يتم قط ترسيمها بصورة ملائمة، وأن السبيل الأمثل لتحديد المناطق التي تخص كلاً من الدولتين يتمثل في العودة إلى إعلان مبهم صدر عن فرنسا وإيطاليا منذ ما يزيد على 100 عام. وكانت جيبوتي تحت الاحتلال الفرنسي، بينما احتلت إيطاليا أريتريا. وترفض أريتريا سحب قواتها من الجزيرة، وأي وساطة بين البلدين، كما رفضت جيبوتي التفاوض قبل انسحاب أريتريا المنطقة.