أطلقت إغارة إسرائيل على قافلة سفن مساعدات متجهة إلى غزة موجة من الغضب الدولي يوم الإثنين وفجّرت انتقادات الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وأدت إلى تأزم العلاقات مع تركيا التي ألغت مناورات عسكرية مشتركة. وقالت واشنطن إنها تأسف بشدة على إزهاق أرواح وأنها تدرس الظروف التي أدت إلى مقتل عشرة نشطاء دوليين على متن قافلة من ست سفن لدى محاولتها كسر الحصار المفروض على غزة. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الدول العربية يجب أن تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل في ضوء العنف، في حين استدعت تركيا أقوى حليف مسلم لإسرائيل سفير الدولة اليهودية لديها. وقال موسى في الدوحة "الذي حدث وبصرف النظر عن كونه جريمة شنعاء هو مؤشر على أن إسرائيل ليست مستعدة للسلام". وزاد "لا فائدة من السياسة الإسرائيلية ومن الضروري أن نعيد النظر في التعاون مع موضوع النزاع العربي الإسرائيلي". واعتلت قوات كوماندوز إسرائيلية سفن المعونة يوم الإثنين. وقال مسؤولون إنهم استقبلوا بالسكاكين والهراوات عندما اعتلوا السفن ومنها سفينة ترفع علم تركيا. ثورة تركية وألغت تركيا التي دعمت القافلة، ثلاثة تدريبات عسكرية مشتركة مع إسرائيل وقالت أنقرة إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيقطع زيارته لأميركا اللاتينية ويعود لبلاده. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "إسرائيل ستتحمل عواقب هذا التصرف". وأظهرت لقطات التلفزيون في أنقرة - التي توترت بالفعل علاقاتها مع إسرائيل منذ العام الماضي عندما انتقدت تركيا إسرائيل - عشرات المحتشدين أمام مقر جابي ليفي السفير الإسرائيلي في العاصمة التركية. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس القتل بأنه "مذبحة" وطلبت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق، وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن هذا العنف غير مبرر. وقال كوشنر في بيان "أنا مصدوم للغاية من العواقب المأساوية للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد قافلة الحرية المتجهة لغزة. "ليس هناك ما يبرر استخدام العنف بهذا الشكل والذي ندينه.. يجب أن يسلط الضوء على ملابسات ما حدث بالكامل ونود أن يكون هناك تحقيق شامل دون تأخير". انتقادات أممية من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "من المهم إجراء تحقيق شامل لتحديد كيف جرت إراقة الدماء. أعتقد أن إسرائيل يجب أن تقدم تفسيراً كاملاً على الفور". ووصفت إيران أحد أكبر أعداء إسرائيل في العالم الإسلامي قتل النشطاء بأنه "غير إنساني" وأنه سيسهم في زوال الدولة اليهودية. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "الأعمال غير الإنسانية للنظام الصهيوني ضد الفلسطينيين ومنع المساعدات الإنسانية عن شعب غزة لا تدل على قوة النظام الصهيوني بل تنم عن ضعفه". "كل هذه الأفعال تشير إلى نهاية النظام الشائن المزيف واقترابه أكثر من نهاية وجوده". واستدعت مصر السفير الإسرائيلي. وألغى المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة الذي يهدف إلى مد الجسور مع المصريين محاضراته المتبقية هذا الأسبوع. وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إن ما فعلته إسرائيل خطوة مجنونة تهدد بإشعال الصراع في المنطقة. ودعت جامعة الدول العربية - التي كانت قد وافقت على محادثات سلام غير مباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بدأت الشهر الماضي - لعقد اجتماع طاريء يوم الثلاثاء لبحث العنف غير أن المحللين لا يتوقعون خطوات قوية.