تظاهر العشرات أمام مبنى السفارة اللبنانية بالخرطوم أمس الأربعاء احتجاجاً على إهانات تعرض لها سودانيون بلبنان. وعاب السفير اللبناني على المتظاهرين وضعهم علامة "كروس" على علم بلاده، ورهن الاعتذار عن الحادثة بنتائج تحقيق تجريه بيروت. وكان سودانيون مقيمون بلبنان تعرضوا للضرب والاعتداء والإهانات العنصرية أثناء احتفال خيري أقاموه لمساعدة أحد الأطفال المصابين بالسرطان في بيروت الأسبوع الماضي، وتدخلت مجموعة من رجال الأمن اللبناني دون سابق إنذار واعتدت عليهم بالضرب والإهانة، ثم احتجزتهم في سجن الأمن العام تحت الأرض عند جسر العدلية في بيروت. واستنكر المحتجون في مذكرة سلموها للسفير اللبناني بالخرطوم أحمد شماط اعتداء قوات الأمن اللبنانية على الرعايا السودانيين، مطالبين بإجراء تحقيق عادل وناجز ومعاقبة كل من يثبت اشتراكه في ما وصفوه بالفعلة النكراء. وطالب المشاركون في الاحتجاج - عبر مناشير وزعوها على المارة - بضرورة مقاطعة المطاعم والبنوك وكل المصالح اللبنانية في السودان، داعين الحكومة إلى الرد على الإساءات. وحمل المحتجون لافتات تقول "ليس السواد عيباً"، "بيروت تضرب والخرطوم تتوجع". ودعوا الحكومة اللبنانية إلى تقديم اعتذار رسمي للشعب السوداني. احتجاجات دبلوماسية واستنكر السفير السوداني في لبنان إدريس سليمان ما تعرض له عدد من أبناء الجالية السودانية في الأوزاعي، وقال في مؤتمر صحفي عقده في فندق البريستول "إن مجموعة من قوات الأمن اللبناني داهمت حفلاً خيرياً لسودانيين وتلفظ بعض أفراد قوات الأمن بشتائم وإهانات، وهذه التصرفات محل استنكار منا، وقد تم الاحتجاج عليها، واستجابت قيادة الأمن العام لمطالبنا وشكلت لجنة تحقيق لتحدد المخطئ وتنزل به العقاب اللازم. وأكد السفير السوداني أن "هذه الحادثة شاذة وغريبة ولم تحدث من قبل، ولن تتكرر". من جانبه تعهد السفير اللبناني بنقل ما حوته مذكرة المحتجين لحكومة بلاده، واعداً بإجراء تحقيق في الحادثة، مشيراً إلى وجود مشاورات تجري على أعلى المستويات في الحكومة اللبنانية لاحتواء الحادثة. وقال "إن ما فاجأني هو أن المثقفين والناشطين كانوا يحملون العلم اللبناني وهو مشطوب "الأرزة اللبنانية باللون الأحمر، مما دفعنا لاستنكار هذا العمل الذي يسيء للبنان". وأشار إلى أن ما لا يزيد عن ستمائة سوداني يقيمون بصورة شرعية ويعملون بلبنان في مجالات مختلفة، منبهاً إلى وجود أعداد أخرى من الهاربين غير معروفي العدد يتجهون لمفوضية اللاجئين بلبنان.