احتفلت سكك حديد السودان اليوم بعطبرة باليوبيل الذهبي لسودنة منصب المدير العام. ويصادف 28 من شهر يوليو الذكرى السنوية لقرار سودنة المنصب في عام 1957 بتنصيب المهندس محمد الفضل كأول مدير سوداني خلفاً لمستر فابريسون. وتعهد المدير العام لهيئة السكة حديد مكاوي محمد عوض بالعودة بالهيئة إلى ماضيها وسيرتها الأولى، وأكد أنها الأساس والرائد لقطاع النقل بالعالم، وليس السودان فحسب، وزاد: "لن يحل أي ناقل آخر محلها أو يكون بديلاً لدورها الأصيل في النهضة الاقتصادية المأمولة". وقال مكاوي أمام حشود غفيرة، إن الأولوية في برامج الهيئة للمرحلة القادمة هي إعادة تأهيل وبناء الخطوط بالقدر الذي يجعل الطريق معبداً لطفرة كلية بالسكة الحديد في كل المرافق. نواة وطنية وشهدت الهيئة في عهد أول مدير سوداني لها المهندس محمد الفضل إنجازات مقدرة في مجالات عديدة، بدءاً بتغيير القوة الساحبة من القاطرات البخارية للديزل في العام 1960، كما تأسست وانتشرت في عهده أندية السكة الحديد والخريجين التي شكلت نواة الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، وذلك قبل أن يعقبه عشرون مديراً وطنياً للهيئة، آخرهم المهندس مكاوي محمد العوض. ويعتبر الاحتفاء بسودنة منصب المدير العام الذي نظم اليوم في بهو العموم بعطبرة، بمشاركة وزارة النقل الاتحادية والعديد من المديرين العاميين السابقين الذين تعاقبوا على إدارة الهيئة، يعتبر هو الأول من نوعه منذ تأريخ القرار قبل 53 عاماً وتم بمبادرة من المستشار الصحفي السابق لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري. ويشكل الاحتفال نقطة تحول في تأريخ الهيئة الحديث. تاريخ قديم ولم يكن منصب المدير العام حسب مؤرخين وباحثين في تأريخ السكة الحديد، من بينهم د. عثمان السيد أستاذ التأريخ بجامعة وادي النيل، موجوداً إلا بعد العام 1908، أي بعد عامين من نقل رئاسة الهيئة من وادي حلفا إلى مدينة عطبرة، حيث كان مسمى المنصب في السابق "المشرف العام" على السكك الحديدية بالسودان ومصر، على حد سواء. وقال مكاوي محمد إن الهيئة تمتلك رصيداً وإرثاً ناصعاً من التجارب والخبرات التراكمية في مجالات الإدارة والهندسة والتخطيط الاستراتيجي يؤهلها لأن تقود النهضة والتطور بالسودان خلال عقود طويلة مقبلة. وأضاف قائلاً: "ما زال الأمل كبيراً في الارتقاء بالسكة حديد والإسراع بها إلى مصاف رصيفاتها في الدول المتقدمة".