اختلف علماء الفقه بالسودان حول تدريس كتاب "مكافحة الأيدز باستخدام المهارات الحياتية" ضمن المنهج المدرسي لطلاب الأساس والثانوي، مقترحين إعداد بديل يحوي منهجاً إسلامياً حول الأمراض المنقولة جنسياً. وطالب العلماء بمحاربة الزنا والشواذ والمتاجرين بالأعراض. ويأتي ذلك بالتزامن مع بروز ظاهرة تعد الأولى من نوعها في السودان، حيث أُرجئت بالأحد محاكمة 19 شاباً ألقت السلطات القبض عليهم أثناء الاحتفال بزواج شاب من شاب آخر، ما اعتبره العلماء خطراً ماحقاً يهدد المجتمع السوداني ويتنافى مع العقيدة الإسلامية. ولم يقلق الشذوذ الخرطوم وحدها، حيث جاهر رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، أنه لن يسمح للشواذ جنسياً أن يبقوا في الجنوب حال انفصل وقرر قيام دولة جديدة، مؤكداً أنه سلوك مرفوض للجميع في أفريقيا. فتوى مثيرة " علماء الدين اقترحوا اعتماد كتاب علمي يحوي المنهج الإسلامي للأمراض المنقولة جنسياً وطلبوا منع الصحف والمجلات الدورية من بث صور الفتيات العاريات وضبط الإعلانات الخليعة "وشهدت باحة البرلمان السوداني بالأحد جدلاً فقهياً مثيراً حول فتوى مجمع الفقه الإسلامي الداعية لتحريم ومنع تدريس "كتاب مكافحة مرض الأيدز باستخدام المهارات الحياتية" الذي تم إعداده من قبل المركز القومي للمناهج التربوية لتدريسه في مرحلتي الأساس والثانوي. وشدد العلماء على اعتماد كتاب علمي يحوي المنهج الإسلامي للأمراض المنقولة جنسياً واستبعاد المنهج الحالي المقرر كمادة لمكافحة الأيدز، منبهين لأهمية منع الصحف والمجلات الدورية من بث صور الفتيات العاريات والأخبار المؤذية والخادشة للحياء، وضبط الإعلانات التي تستخدم المرأة بصورة خليعة، والعمل على تنقيح المنهج التربوي من رياض الأطفال إلى التعليم العالي. وأكد العلماء ضرورة ضبط الوجود الأجنبي بالبلاد باعتباره أكبر ناقل لتقاليد وأعراف غريبة عن المجتمع السوداني، بجانب إشاعة فقه التيسير والتستر على الأعراض. الزواج المبكر وطالب علماء الفقه الدولة برصد ميزانية للزواج المبكر، في وقتٍ أكد فيه رجال دين أنّ ظاهرة الزواج العُرفي تعد تهاوناً بأوامر الشريعة، وطالبوا بتطبيق حدود اللّه في الزنا والشواذ والمتاجرين بالأعراض. وأوصوا بضرورة نشر ثقافة تعدد الزوجات وإشاعة فقه التيسير في الستر على الأعراض وسد الذرائع أمام الوقوع في الحرام ونشر الثقافة الشرعية المتعلقة بالمرأة المسلمة في تقوية دينها والعمل على تَكثيف الدعوة لحضها على الحجاب. وناقش البروفيسور عبدالحي يوسف في ورقة حول (سُبل حماية المجتمع من الفساد الأخلاقي) الوسائل المؤدية إلى الإنفلات الأخلاقي وشيوع الاختلاط بين الذكور والإناث وظاهرة الزواج العرفي، الذي قال إنه يترتّب عليه ضياع الأعراض وشيوع الفواحش والتهاون بأوامر الشريعة، بينما دعا الحبر يوسف نور الدائم لتبني مناهج تربوية بالمدارس لمحاربة العادات الدخيلة. سابقة نادرة وفي الخرطوم، برزت ظاهرة تعد الأولى من نوعها، حيث ألقت السلطات السودانية القبض على 19 شاباً يحتفلون بزواج رجل لرجل في إحدى صالات المناسبات بمدينة أم درمان وبدأت محاكمتهم فعلياً وسط إجراءات أمنية مشددة. وأنكر المتهم الثاني، وفقاً لصحيفة "الصحافة" اليوم الإثنين، عند استجوابه أمس بواسطة القاضي عبدالله علي، معرفته بالمتهمين والرقص الخليع وأدوات التجميل، وقال إن صديقه دعاه لحضور حفل تخرجه في الجامعة، وكانت الحفلة بإحدى الصالات العامة بأمدرمان. وقال المتهم "كنا جميعنا شباباً ولا يوجد بيننا عنصر نسائي والحفلة مصورة في (سي دي)"، وأضاف أنه حوالى الساعة العاشرة والنصف داهمت الشرطة المكان وألقت القبض عليهم. وللوقوف على الحقائق المقدمة أمر القاضي بعرض شريط (سي دي) ونسبة لوجود عطل فني في جهاز الريموت أُرجئت الجلسة وحددت جلسة الإثنين لعرض شريط الحفل موضوع البلاغ. ملابس خليعة وداهمت شرطة النظام العام في وقت سابق أول عرض أزياء لشباب بالخرطوم، وجرى توقيف بعض الشباب اتهموا بالتزيؤ بملابس خليعة واستخدام مكياج النساء. ولم يقتصر القلق إزاء تنامي الشواذ على الخرطوم وحدها، ففي جنوب السودان شدد رئيس الحكومة هناك سلفاكير ميارديت في لهجه حاسمة بأن الجنوب لن يكون مرتعاً للشواذ وأنه لن يسمح ببقائهم حال انفصل وقرر قيام دولة جديدة. وشدد سلفاكير في حوار مع راديو هولندا "أن الشذوذ ليس من خصائص السودانيين وأن أي شخص يريد أن يستورد مثل هذا السلوك إلينا سيكون مرفوضاً من قبل الجميع". ووعد بالمساواة والحرية للجميع إلا الشاذين الذين ينبذهم المجتمع، مؤكداً أن الشذوذ الجنسي يعد خط أحمر في قارة أفريقيا، وأن كثيراً من الدول أصدرت قوانين تجعل ممارسته جريمة يعاقب عليها القانون.