خرج القرويون في بلدة بجنوب السودان مسلحين بالأقواس والأسهم للدفاع عن أنفسهم عندما شن متمردو جيش الرب اليوغندي المعروفون بوحشيتهم والمسلحون بالبنادق هجومهم ليلاً. ولم يأت الرد الشجاع بنتيجة لأن المتمردين قتلوا قرويين وجندوا آخرين بالقوة. وقال فانيتا تاميندا الذي فر من قرية باسوكانغبي النائية في أقصى منطقة جنوب السودان قرب الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية عندما بدأ المتمردون بإحراق الأكواخ: "قتل اثنان منا وأصيب ثلاثة بجروح". ولم تتمكن مليشيا الدفاع الذاتي في القرية من التصدي لقوة المعتدين. وأضاف فانيتا الذي خلع قميصه ليكشف عن إصابة بالرصاص في ظهره: "إنهم أقوياء جداً. نحتاج إلى بنادق للدفاع عن أنفسنا". وقتل جيش الرب للمقاومة عشرات آلاف الأشخاص منذ أن بدأ أنشطته في شمال يوغندا في 1988. هجمات متزايدة وقال نائب حاكم ولاية الاستوائية الغربية، المنطقة الأكثر تضرراً في الجنوب من هجمات جيش الرب سابانا أبوي: "يبدو أن وتيرة هجمات جيش الرب ارتفعت هذه السنة". وأضاف: "لا يمر أسبوع لا ترد إلينا معلومات عن تعرض قرية لهجوم من قبل جيش الرب". ولجأ مئات الأشخاص الذين فروا من هجمات جيش الرب للمقاومة الأخيرة إلى قرية أنزارا. وقال المسؤول عن قطاع سانغوا الذي تعرض مطلع الشهر الحالي لهجوم متمردي جيش الرب دانيال جيمس بانجن، إن "الناس هربوا بسرعة ولم يأخذوا شيئاً معهم (...) نعيش جميعاً بفضل المساعدات الغذائية". ويقول ناجون إن أعمال العنف هذه تقع بسبب بدء موسم الحصاد. وقالت الشابة تريزينا ماثيو وهي تحمل طفلها: "نكون بأمان عندما نزرع المحاصيل. لكن لدى اقتراب موسم الحصاد يطردوننا ويأخذون غذاءنا". وتقدم الأممالمتحدة، أسوة بمنظمات إنسانية أخرى، مساعدة غذائية وعلاجاً طبياً وخيماً للنازحين لكن المسؤولين المحليين يخشون من استمرار هذا الوضع لأن لا أحد يرى نهاية لهجمات المتمردين اليوغنديين. سهم مقابل بندقية وقال العضو في ميليشيا محلية للدفاع الذاتي أنتون جوما إن "للولايات المتحدة القوة والتكنولوجيا ويمكنها استخدامهما للقبض على كوني لأن أسهمنا لا تنفع للتصدي لبنادقهم". ووقع الرئيس الأميركي باراك أوباما في نهاية مايو على قانون يطلب من إدارته وضع استراتيجية لمساعدة ولايات المنطقة في نزع أسلحة جيش الرب وحماية المدنيين الذين يتعرضون لهجمات هذه المليشيا. ويسير جنود جنوب السودان والجيش اليوغندي دوريات في هذه المنطقة لكن عددهم محدود والمنطقة شاسعة. وينفذ متمردو جيش الرب هجمات خاطفة على القرى ثم يعودون إلى الأدغال. ووسع المتمردون عملياتهم إلى أقصى شمال شرق الكونغو منذ عشرات السنين ثم إلى أفريقيا الوسطى في 2008. وينفذون أيضاً عمليات في جنوب السودان منذ سنوات. ويعد جيش الرب بزعامة القس جوزف كوني الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من حركات التمرد الأكثر وحشية في العالم.