كنت أظن وإن (بعض الظن أثمٌ) أن الحديث عن رابط الكتروني للتقديم لتولي حقيبة وزارية في حكومة الدكتور (البروف) كامل إدريس المرتقبة محض افتراءٍ (وتهكّمٍ) ولا يعدو كونه (كلام جرايد) وطق حنك وكلام (واسطاب) ليس إلا ونقل ناشطين وناشطات (والنون إن شئتم ميماً) وما أكثرهم .. لكن تفاجأت (وخانني) حسن ظني هذه المرة غير أني تماسكت وتخلى عني منطق العقل والنقل لكني (تغافلت) ذلك أنه وأنني سادتي وقعت عيناي على إعلان (كامل) الدسم بهذا الخصوص (مبذولٌ) للشعب السوداني الفضل نازحاً في الفيافي ولاجئاً في المنافي ومهجّراً لبيته مجافي (لايهم) ولكل من (يأنس) في نفسه الكفاءة (بمعنى أن الكورة في ملعب كل السودانيين) وتنطيق عليه الشروط الواردة في (كراسة العطاء) التي تباع بخمسين كيلو (دهشة) لا ترد حتى لمن تنيخ الوزارة خطامها ببابه.. أيّ فكرٍ هذا غريبٌ وأيّ حديثٍ هذا عجيبٌ وأي ألمعي التفكير (جهنميه) هذا الذي ألقى في روع (القادم الجديد) بهذا الخطل إمعاناً في (الشفافية والضبابية) التي تحاكي عبقرية (البصيرة أم حمد).. هذا (المنتج) لا يوجد حتى في الدول (المترفة) التي غادرت متردم كل ما نعاني من مشكلات وصعوبات وتحديات وأصبح برنامجها اليومي العمل والنوم والترفيه حيث لا تحتاج وفق هذا (الثلاثي) إلا لوزارات على أصابع اليد الواحدة ولديها انترنت 10 جي.. ماذا يريد السيد كامل إدريس أن يقول للسودانيين وقد اشرأبت أعناقهم وهم يرونه يهبط مطار بورتسودان ذلك اليوم ووضعوا كل الآمال (وليس أملاً واحداً) في الرجل أن يصلح من حالهم ويغيّر من واقع الحرب المأزوم التي وضعت بصمتها في كل ناحيةٍ من نواحي حياتهم بلا استثناء.. لكأن السيد رئيس الوزراء يخاطب سكان دولة المالديف أو مواطني هلسنكي وجزر هاواي أو مملكة بروناي وإمارة موناكو الفرنسية الشهيرة المنغمسين في نعيم الحياة (غير ليما).. معالي رئيس الوزراء (ابتسم) فأنت في السودان حيث دارت رحى حربٍ ضروسٍ امتدت عامين أنشبت منايا أقدار أظفارها في آلاف الضحايا شهداء عسكريين ومدنيين لم تقم حتى الآن لمعظمهم سرادق عزائهم ولا عزاء الوطن.. أنت في الخرطوم التي لم تعد كما هي فلا كهرباء ولا ماء ولا صحة أولى مظاهرها الكوليرا وحمى الضنك ثم (ضنك) حمى العيش وأهلها يكابدون لاستعادة (روتين) حياتهم الذين كانوا يقولون عنهم يوماً (أنه ممل) ليختفى عنهم.. أنت في السودان حيث عزّ الأمن ردحاً من الزمن لكنه أعيد وبنسبة كبيرة بمجاهدات عظيمة من أبناء القوات المسلحة وحلفها الميمون ما مكّن من خلق مناخ (مناسب) مهّد لظهورك المرتقب.. السودانيون يريدون أفعالاً قليلة تتحدث وتنجز وتغيّر وتعدّل وتصلح وليس أقوالاً كثيرة ولو تبعها (قليل الفعال) وأماههم تجربة مريرة عاشوا تفاصيلها مع حكومة (هزيلة) ورئيس وزراء أكثر هزالاً.. السواد الأعظم من السودانيين لا يجدون الفرصة للحصول على الانترنت كنتيجة منطقية للتدمير الذي حدث وبسبب الكهرباء التي تؤثر على كل شئ.. وعليه يصبح التقديم للسودانيين الأقل مشاكل وصعوبات والذين لديهم بعض الإماكنيات للدخول على الرابط والتقديم فيما تغيب (الأغلبية الصامتة) التي تحدثت عنها.. ثم قولوا لي بربكم ولو اتخذنا هذا السبيل (غير المطروق) كيف سيتم فرز ملايين أو آلاف المتقدمين لشغل الوزارات وهل هناك وقت أصلاً لذلك في ظل وطنٍ ينتظر كل فعل للتغيير وتعديل الحال وإصلاح المآل؟؟ معالي رئيس الوزراء (كل منانا وحياتك) قلّل من (تحياتك) وظهورك الإعلامي متحدثاً لأهل السودان .. أكثر من الفعل والظهور الميداني .. كن واقعياً في الحديث وفي (الصمت).. اختر وزراءك بعيداً عما قلته لنا أمس من (كلام كتير وورجغة) لا تهمنا كثيراً سيما وانت مؤمن بما قلت وستطبقه والذي كان يمكن أن يكون في مؤتمر صحفي لإعلان الوزارة الجديدة أما أنا فأعلن وعلى الهواء مباشرة تقديمي (الفيسبوكي) لتولي وزارة الدفاع أو الداخلية فيما أقدّم لزوجتى (فيسبوكياً) كذلك لتولي منصب وزير الرعاية الاجتماعية وابنتي الدكتورة لشغل منصب وزيرة الصحة الاتحادية.. أما الكاشف أخوي الباشمهندس الزراعي فأقدّم له لشغل منصب وزير الزراعة (وبالميت) محافظاً لمشروع الجزيرة سيما وأنه ليس هناك شرط واضح يمنع (الجمع بين وزارتين) في بيت واحد فهما لن تكونا (ضرتين). أخيراً: قيل لماري انطوانيت السودانية السودانيون يعانون حمى الضنك.. أشارت بأن عليهم بالمكمدات (الباردة) والمشروبات (المثلجة).