قبل التعليق على ما أسفرت عنه انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم لابد من وقفة نعرب فيها عن تمنياتنا لمنتخبنا الوطني بالتوفيق في مباراته التي يخوضها اليوم أمام نظيره البورندي في إياب الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لنهائيات النسخة الثالثة من بطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين بعد الظهور المشرف للمنتخب في النسخة الثانية التي استضافتها بلادنا، حيث أنهى البطولة في المركز الثالث، ولعل نتيجة الذهاب تصب في مصلحة المنتخب، حيث انتهت بالتعادل ورغم أنّ المنتخب لم يخض تجربة قبل مباراة اليوم إلاّ أنّه أقام معسكراً إعدادياً بالعاصمة القطرية الدوحة نأمل أن يكون الجهاز الفني قد أطمأن من خلاله على جاهزية اللاعبين بالصورة المطلوبة. ونعود إلى انتخابات الاتحاد التي أسفرت عن فوز مجموعة (التطوير) بقيادة الدكتور معتصم جعفر لتمنحه ثلاث سنوات جديدة على دفّة قيادة الكرة السودانية، ولابد أن نتقدّم بداية بالتهنئة للمجموعة على نيلها ثقة الجمعية العمومية، ولابد أن نزجي أسمى آيات الشكر للدكتور كمال شداد الذي قدّم نفسه لتولي المسؤولية ولم يحالفه التوفيق لأسباب لانود الخوض في تفاصيلها لأنّ ماحدث قد حدث، وعدم فوزه في انتخابات الأمس لاينتقص من قدره كخبير رياضي كروي عالمي قدّم الكثير للكرة السودانية وكل المشكلة الآن أنّه ترشّح في وقت اختلت فيه الكثير من المعايير وتبدلت العديد من القيم. الآن وقد باتت مجموعة التطوير أمراً واقعاً فلابد من وضع حزمة الطلبات على منضدتها في دورتها الجديدة وقبل ذلك لابد من وقفة مع حديث الدكتور معتصم جعفر الذي أعقب إعلان النتيجة، حيث طلب عدم التقييم قبل العمل وهو قول كان يمكن أن يقبل منه لو أنّ مجموعته تتولى الأمر للمرة الأولى، لكن مع فترة الثلاث سنوات يصبح التقييم منذ الآن أمراً واقعياً ومنطقياً خاصة أن الضامن الأول لنجاح المجموعة في فترتها الثانية يتمثّل في الاعتراف بكل إخفاقات الفترة الماضية لتكون تلك هي الخطوة الأولى في طريق (التطوير) الذي سيصبح حينها فعلاً لا قولاً وشعاراً يرفع للدعاية والاستهلاك. ندعو المجموعة الفائزة لأعمال سيادة القانون واعلاء الانضباط ولجم تفلتات أعضائه، وندعوهم إلى الشفافية فيما يتعلق بالجوانب المادية خاصة بعد اللغط الذي دار حول الميزانية والذي لايمكن أن يخفف من حدته اجازتها من قبل الجمعية العمومية، نتمنى دورة تختفي فيها المجاملات والترضيات والموازنات من أجل كرة القدم السودانية، والحقيقة التي يجب أن يضعها الجميع نصب أعينهم أن الدكتور كمال شداد لم يخسر، بل خسرت الكرة السودانية إدارياً مميزاً وخبيراً لن ينقص من قدره عدم فوزه في انتخابات اليوم، وختاماً نأمل أن يقود الاتحاد في دورته الجديدة مبادرة لتكريم الدكتور كمال شداد على عطائه الثر ومجهوداته الجبارة في خدمة الكرة السودانية طوال فترة عمله مدرباً وإعلامياً وإدارياً فذّاً.