{ نعود اليوم ونكتب بعيداً عن رحاب الأحمر الوهاج ونسطر أحرفنا بمداد الحزن في حضرة الوطن العظيم في هذا الشهر الكريم والذي يعاني من ويلات احتراب أبنائه وويلات الفتنة والإنقسام على الصعيد السياسي نسأل الله بفضل هذا الشهر الكريم وهذه الأيام المباركات أن يجنب بلادنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. { نعود ونكتب في حضرة الوطن الرياضي وبعيدًا عن ساحات الانتماء حيث تابعنا بكل أسف وألم عشية أمس الأول تداعيات الغاء مباراة منتخبنا الوطني الأول ضمن أجندة يوم الفيفا الدولية والتي كان من المقرر أن يخوضها صقور الجديان في اطار تحضيراتهم فيما تبقى من جولات في التصفيات المؤهلة للنهائيات بجانب قرعة بطولة الأمم الأفريقية المرتقبة بجانب تنفيذ أجندة يوم الاتحاد الدولي للفيفا ضمن المباريات الدولية والتي كان مقرراً أن يخوضها صقور الجديان أمام بورندي بعد اعتذار رواندا وعلى ما اذكر أيضاً تنزانيا وعلى طريقة تخبط لجان اتحاد الكرة المساعدة كان اختيار هذه المنتخبات لمنازلة صقور الجديان بام درمان.
{ ولأن ما بني على خطأ فهو خطأ ولأنه لا يصح إلا الصحيح فقد باءت كل المحاولات والاتصالات بالفشل وأدت إلى الغاء هذه المباراة واكتفى صقور الجديان بالفرجة في بقية الجولات والعالم من حولنا يتطور ونحن نقف في أماكننا وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
{ وعندما يتحدث حارس ولاعب بقيمة كابتن منتخب مصر السد العالي عصام الحضري أن (الأجواء) في السودان غير ملائمة ومساعدة وأن الأنظمة الكروية غير مواكبة يجب ألا نغضب من هذه الحقيقة المرة والمؤلمة والتي نعيشها وتعايشونها هذه الأيام ودونكم ما حدث بالغاء مباراة المنتخب المعلنة أمام بورندي أو رواندا ولا يفرق لأن الأمر سيان!!
{ الغاء مباراة دولية أو إعدادية لأي سبب هو قد يكون أمر مقبول ولكني بكل أسف وحسرة قد تابعت التصريحات التي صدرت من رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر قبل الغاء المباراة والتي أكد من خلالها بأن اتحاده الوليد يملك علاقات واسعة وكبيرة مع اتحادات رائدة ولكن ضيق الموارد المالية حال دون دعوة منتخبات كبيرة للتباري مع صقور الجديان وحال دون قيام تجربة في قامة هذا الاتحاد الكبير حيث جعل الدكتور من الإمكانيات شماعة بعد أن تجاوزها الجميع في العهد الجديد للكرة منذ قدوم الأرباب وجمال الوالي إلى عالم القمة ومنذ أن تقلد الوزير الثائر حاج ماجد سوار مقاليد الأمور في إدارة الرياضة بالبلاد ويشهد على ذلك بطولة شان الأخيرة بالسودان.
{ استبشرت القاعدة الرياضية خيرًا وخيراً كثيرًا بقدوم الدكتور الصيدلاندي الصاعد معتصم جعفر بقيادة اتحاد الكرة خلفاً للخبير العالمي دكتور كمال حامد شداد بعد ولادة قيصرية وبعد تداعيات تابعها الجميع أدت إلى تدخل الاتحاد الدولي الفيفا ووقف الجميع بما فيهم النظام الحاكم خلف الدكتور معتصم جعفر وراهنت الولايات على الدكتور الصيدلاني وازاحت الخبير العالمي من أجل غدٍ أكثر إشراقاً ومن أجل التطوير ومن أجل الأفكار ومن أجل التخطيط السليم لمستقبل واعد للكرة السودانية والتي عانت ما عانت وتخلفت عن ركب الجميع وهي المؤسسة للإتحاد الأفريقي وهي القائدة والرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
{ هذه التصريحات العجيبة والغريبة للدكتور معتصم جعفر أثارت الإحباط وسط الجميع وزاد هذا الأحباط بعد الغاء مباراة بورندي بخصوص الإمكانيات وفي الوقت الذي يتحدث فيه اتحاد معتصم جعفر عن شح الإمكانيات تفاجأنا ببرنامج جديد للمنتخب ووصف بأنه تعويض لالغاء مباراة بورندي بمعسكر اسعافي كالعادة بالعاصمة الاريترية أسمرا فهل ستتوفر لهذا المعسكر الإمكانيات وعن أي امكانيات يتحدث سعادة الدكتور. قليل من الموضوعية وقليل من احترام عقولنا وعقول القاعدة الرياضية في هذا الشهر الفضيل.
{ لم تفق القاعدة الرياضية الكبيرة من حلم ضياع التأهل إلى المجموعات ولن نقول الوصول إلى اولمبياد لندن حتى تواصل المسلسل وانتقل للمنتخب الأول ولن أتحدث عن نتائج منتخب الشباب بالبطولة العربية بالمغرب ولن أتحدث عن ما أثاره الأخوة السعوديين من خلال مشاركة البطولة العربية للناشئين بجدة فواقع الحال يغني عن السؤال ويؤكد بأن القادم أسوأ في ظل قيادة هذا الاتحاد..
{ في الوقت الذي أعلن فيه الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ورصيف الدكتور معتصم جعفر بأن الراتب الشهري لمدرب منتخب مصر المقبل والقادم خلفاً لحسن شحاتة سيكون في حدود ال40 ألف دولار أمريكي يتحدث نظيره معتصم جعفر بالخرطوم عن الغاء مباراة المنتخب الدولية الودية لشح الإمكانات وفي الوقت الذي تعاني فيه ليبيا من ويلات الحرب بين القذافي والثوار يواصل المدرب البرازيلي العالمي باكتا مشواره مع منتخب ليبيا ولن أتحدث عن منتخبات تونس والجزائر والمغرب وهذه الاتحادات لأن المقارنة معدومة.
{ إذا كانت الإمكانيات تقف عائقاً دون قيام مباراة دولية إعدادية أو دعوة منتخب كبير يليق بالكرة السودانية فإن الرحيل والتنحي واجب سعادة الدكتور معتصم جعفر ورفقائك في هذا الاتحاد لأن تطلعات القاعدة الرياضية أكبر بكثير من ذلك ونأمل أن نجد إجابة شافية حول هذه التداعيات.
شعاع أخير
{ صقور الجديان تفشل في التحليق في ام درمان وتطير إلى أسمرا في زمن العجائب والغرائب!!