انتهت احداث مباراة القمة بخيرها وشرها وعم الفرح الديار الزرقاء وسادت موجة من الحزن القلعة الحمراء كنتاج طبيعي لخسارة متوقعة وغير متوقعة في نفس التوقيت. ولعل ما يجعل خسارة المريخ متوقعة لديربي الخميس هو التشكيلة الغريبة التي بدأ كروجر بها المباراة وهي بالتأكيد لا يستطيع تقديم افضل من ذلك بخصوص اختياراته للمباراة كونه في اول اشراف فعلي له بدأ بمباراة القمة وهي مواجهة مهمة ومباراة ديربي وكان الاجدى اشراف مساعده ابراهومة على المباراة بوصفه اكثر معرفة والماماً بكل تفاصيل الفريق من لاعبين وجماهير وغيره.
ومجمل الاشياء والمعطيات التي تجعل فوز المريخ كان متوقعاً بالمباراة هو الجاهزية التامة للفريق اكثر من نظيره فريق الهلال والاستقرار الذي كان يعيشه المريخ بالاضافة لدخول المريخ اجواء المباراة بدوافع معنوية جيدة والفريق متصدر البطولة مما جعل لاعبي الفريق في حالة استرخاء.
يجب الاستفادة من الاخطاء المتكررة
اصبح فريق المريخ يكرر نفس الاخطاء كل مرة وخاصة فيما يختص بملف التدريب وها هو كروجر يشرف على الفريق في مواجهة مصيرية تحدد مسار الفريق في التتويج بالدوري يشرف على مباراة مثل الديربي وامام الهلال وهو بعيد كل البعد عن الاجواء بالقلعة الحمراء من لاعبين وجماهير ، ولا يعرف الكثير عن الفريق ودخل مباراة الهلال امسية الخميس بذكريات ايامه السابقة في تدريب الفريق قبل سنوات عدة.
لا نريد ان نبكي على اللبن المسكوب والكرة نصر وهزيمة ، ويوم لك ويوم عليك ونأمل ان يتجاوز اللاعبين آثار هذه الخسارة سريعاً والتفكير بجدية في مباراة الفهود المقبلة امسية بعد غدٍ الثلاثاء بملعب الاخير لأن امتداد الاحزان سوف يؤزم موقف الفريق كثيرًا وربما افقد المريخ نقاط مباراة الامل بعطبرة ويقع دور كبير على مجلس الادارة والجهاز الفني بضرورة اخراج اللاعبين من جو الاحباط والتشبس بآمال الفريق التي لا زالت باقية في التتويج ببطولة الممتاز وهي بالتأكيد خير هدية ومصالحة لجماهير الفريق عقب خسارة مباراة القمة.
ولعل اكثر المتابعين من انصار الاحمر لم تحزنه الهزيمة امام الهلال بقدر ما احزنه سيناريو الاخطاء المتدرجة من جهاز فني ولاعبين، ويقع اللاعبين في نفس الاخطاء كل مرة بالأداء المتراخي امام الهلال دون روح قتالية وتحقيق نتائج ايجابية ، ولا نعفي مجلس الادارة ايضاً من التقصير وهو يولي الالماني كروجر الامور الفنية للفريق قبل ايام معدودة من مواجهة مصيرية تحدد بصورة كبيرة حظوظ الفريق في الفوز والتتويج ببطولة الممتاز ولعلها من ابرز التخبطات الادارية.
الهزيمة امام الهلال ليست نهاية المطاف ولكن .. وآه من لكن .. وكل مرة نعود إلى نفس السيناريو وتكرار نفس الاخطاء والهفوات نتيجة لتخبط القرارات الادارية وبعدها كل البعد عن الحكمة والدراية ، وكروجر ليس ساحرًا ليهزم الهلال في خمسة ايام تولى فيها الاشراف على الفريق.
الامل على ارضه صعب المراس
مواجهة فريق المريخ لفهود الشمال امسية الثلاثاء لا تقل عن مباراة الهلال ، خاصة وان فريق الامل شرس وصعب المراس على ارضه ولعل تخطي عقبة الامل فرصة جيدة وسانحة للاعبي المريخ من اجل مصالحة الجماهير وانصار الفريق الحزينة والتي بلغ حزنها اشده مثلها مثل لاعبي الفريق واكثر وليعلم نجوم المريخ ان الهزيمة امام الهلال ليست المشكلة ولكن المشكلة هي كيفية التعلم من سلبيات هذه الخسارة وفتح ملف الفهود وتناسي آثار لقاء الخميس الماضي ما تتطلبه المرحلة حتى لا يدخل الفريق في متاهات يصعب الخروج منها وبعد غدٍ امام الفهود يوم جديد لأمل جديد فلنتناسى القديم.