اتاحت الفضائيات العالمية الفرصة لجميع المواطنين في مختلف انحاء العالم مشاهدة كل الاحداث بمختلف انواعها السياسية والرياضية والثقافية والاجتماعية فأصبح المواطن في اية دولة من دول العالم ملم إلماما كاملا بكل ما يحيط به العالم.. ولكن مجتمعنا السوداني طبعا يمتاز بالمزاج المختلف عن بقية المجتمعات فإنصرف المجتمع الرياضي عن المباريات المحلية واهمل القمة تماما وانقسم المجتمع الى فئتين ، فئة مولهة بريال مدريد والاخرى ببرشلونة وعندما تكون هنالك مباراة بين الفريقين يمكنك ان تستمع في المنزل وفي الشارع والمكتب انه لا حديث للناس سوى المباراة المقامة بين الفريقين وتوقعات الطرفين والطريف ان تشجيع الناس للبرشا والريال بفهم هلال مريخ ويمكن ان يصل درجة التعصب عند البعض لدرجة عالية من التوتر وشاهدت اشتباكا بالايدي بين مشجعي الريال والبرشا..!! ما هذا الذي يحدث عندنا ، نعم الريال والبرشا اندية عالمية وتمتع الناظر بفنون الكرة الحديثة فتشاهد وتستمتع بأرقى فنون الكرة الحديثة وتشاهد النجوم العالميين اصحاب الموهبة العالية ونشاهد الملعب المخضر والاستادات الفخيمة والجمهور الواعي الذي لا يسكت صوته طيلة زمن المباراة وتشاهد التحكيم على اصوله فالحكم لا يتراجع ولا يتردد في قراراته حتى لو كانت خطأ كما تشاهد المدربين يستدعون اللاعبين وفجأة تتغير مجريات المباراة بعد هذا الاستدعاء وتشاهد البدلاء وكيف يصنعون الفارق هذا هو بالضبط ما نشاهد، اما التشجيع بهذا الهوس لهذين الناديين العالميين فهو امر غريب ومثير للضحك والسخرية ، فماذا دهى الناس هل هو نتاج طبيعي لتدهور الكرة السودانية وتخلى معظم المشجعين عن تشجيع القمة خاصة بعد خروجها المبكر من بطولة الاندية الافريقية؟ وهل هو تنفيس للجمهور بعد احباطات متتالية من رداءة الملاعب والعروض غير المقنعة للاندية؟ وهل هي المقارنة المعروفة بين ما نشاهده في ملاعبنا والملاعب العالمية.. وقد شاهدت وسمعت حوارات بين مشجعين رياليين وبرشلونيين كأنهم مولودين في مدريد واعتقد ان مشجعي الريال والبرشا الاصليين لا يشجعون انديتهم بهذا الهوس والجنون الذي تولد لدينا .. فالبرشا تخسر عادي من الريال والعكس صحيح فلا نرى ان جمهور البرشا خرج من طوره واساء للاعبين وقامت الادارة بتغيير المدرب وشطب اللاعبين والتوترات ، فهل شاهدتم ان جمهور الريال او البرشا قد حصب الملعب بالحجارة بعد هزيمة فريقه؟ .. انه الرقي .. فالمغالطات الكروية نسخة سودانية اصيلة فنحن لا نعرف حتى التشجيع الجميل الراقي فهل اصبحت اندية البرشا والريال من اندية الممتاز عندنا؟ نعم نحن لا نحجر على حرية احد في تشجيع الفريق الذي يحبه لو كان محليا ام عالميا ، ولكن بدلا من التشجيع والهوس والمناكفات ، فمن الافضل لجمهورنا ان يستمتع بما شاهده من فنون سواء من البرشا او الريال وهذا افضل له من هذاالهوس الكروي الجديد الذي اعتقد انه فاق هوس هلال مريخ في السابق. ان انحياز الجمهور للكرة العالمية يجب ان يدق ناقوس الخطر لدى المسئولين بالاتحاد السوداني لكرة القدم وادارات الاندية ولجان التحكيم والاجهزة الفنية واللاعبين فلابد من تحسين الاداء وتحقيق البطولات الخارجية ولابد للاعبين ان يعملوا على تحسين طريقة لعبهم وعلى الاجهزة الفنية الاستفادة من المشاهدة لخطط وطرق اللعب وجميع الجوانب الفنية فهذا هو الافضل مع انه لا توجد مقارنة على الاطلاق ولكن يمكن ان يستفيد المدربون واللاعبون من خلال هذه المشاهدات.
نعم العالم تطور من حولنا ونحن لا زلنا نكتفي بالتشجيع ولانعمل على تطوير أنفسنا ، لا للحاق بالآخرين بل فقط تحسين المستوى.
فهل هذا الجنون الريالي والبرشلوني انتقل لجميع دول العالم الثالث افريقياً وعربياً؟ السؤال لا اجد الاجابة عليه ولكنه حتى لو انتقل فانه لا يكون في مستوى التشجيع الذي يحدث عندنا ولكن قد يكتفي الجميع بالاستمتاع فنحن نختلف عن الآخرين في كل شئ ويمكن لطالب في مرحلة الاساس ان يرصد لك تشكيلة الريال او البرشا واسباب تخلف بعض اللاعبين ويعرف اصابات البعض وايقاف البعض ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذين الناديين ولكنه قد لا يعرف نجوم الهلال والمريخ ولا يعرف الكثير عن الكرة السودانية .. فيا جمهورنا استمتع بروائع البرشا والريال بلا تشجيع.
آخر الاشتات..
تعجبني رائعة الفنان المبدع الطيب عبد الله (السنين) التي تقول: