ذرف الكثيرون دموع التماسيح على حال التحكيم الافريقي في بعض مباريات الهلال الافريقية وسكبوا الكثير من الحبر متباكين على هذه المستويات وكأن الادارية الهلالية اصبحت هي المسؤولية عن تطوير هؤلاء الحكام وتحسين مستوياتهم . وكان رد رئيس نادي الهلال قاسيا في حواره لقناة قوونا ول امس وهو يؤكد يضحك على هذه التخاريف التي اصبحت عباراة عن مرض عضال لم يستطيع البعض التخلص منه .
ظل التحكيم الافريقي على مدى سنوات طويلة سيئا وارتكب اخطاءا تاريخية فادحة , فمن ينسى الحكم التونسي علي بن ناصر الذي منح الاسطورة مارادونا هدفا تاريخيا ضد انجلترا في مونديال المكسيك عام 1986 من لمسة اليد الشهيرة.
وهل تناسى هؤلاء كيف دفع الهلال ثمن الاخطاء التحكيمية التاريخة التي حرمت الازرق من الفوز باللقب الافريقي مرتين عامي 1987 امام الاهلي القاهري و 1992 مع الوداد البيضاوي المغربي .
ومنذ عدة ايام فقط اثار حكم السيشل اديه ماييه حفيظة الترجاوية عندما قسى عليهم في الشوط الثاني للقاء الوداد والترجي في المغرب ومنح اصحاب الارض ركلة جزاء ساعدتهم في العودة بالتعادل بعد ان تقدم الترجي بهدفين .
وفي كاس افريقيا الماضية بانغولا ارتكب الحكم البنيني كوفي كودجا اخطاء فادحة في مباراة مصر والجزائر وبعدها لم نشاهد هذا الحكم في أي مباراة حيث تم ابعاده بعد سلسلة الاخطاء الفادحة .
وفي عام 2007 قسى الحكم السنغالي دياتا على الهلال وساعد الاهلي المصري بشكل فاضح في لقاء الذهاب بدور المجموعات عندما سجل فلافيو الهدف الثاني بعد مخالفة صريحة مع المدافع داريوكان , وتوارى بعدها الذين ذرفوا دموع التماسيح ولم يتطرقوا لتلك الحادثة .
التحكيم جزءا من اللعبة والاخطاء في المباريات ورادة فاذا اعتبر البعض ان الحكم الجزائري محمد بنوزة لم يحتسب ركلة جزاء واضحة للقطن الكاميروني نقول لهم ان مساعد الحكم المالي حرم الهلال ايضا من هدف صريح في مباراة الرجاء الماضية بداعي التسلل الوهمي .
والهلال دفع ثمن الاخطاء التحكيمية في الدوري الممتاز بالموسم الحالي وهي اخطاء مؤثرة في جدول الترتيب , ليبقى الحال من بعضه ويظل التحكيم الافريقي ومنه ضمنه السوداني بالطبع مؤثرا بشكل واضح على الجميع ولاتخلو أي مباراة من الاخطاء .
ولعل السبب الاساسي في ذلك يعود الى برامج تطوير الحكم الافريقي لان ( الكاف ) ظل مهملا لهذا الملف منذ عشرات السنوات ولايهتم الاتحاد القاري بتطوير حكامه ويكتفي فقط ببرامج الاتحاد الوطنية التي لاتسمن ولاتغني من جوع.
ويبقى المغربي الراحل سعيد بلقوله هو العلامة الفارقة في التحكيم الافريقي بعد ان نال شرف ادارة نهائي مونديال 1998 بين فرنسا والبرازيل , وغيره لم نشاهد أي اشراقة للتحكيم الافريقي الذي ظل مريضا طوال السنوات الماضية .
نعم مسيرة الهلال سوف تمضي وعلى المتباكين ان يجهزوا انفسهم لذرف المزيد من الدموع في الفترة المقبلة ولاتوجد قوة في الارض ستمنع مسيرة الفريق من التوقف بمثل هذه الخطرفات والتصرفات الصبيانية التي تؤكد ان الكثيرين مصابين بامراض نفسية وفوبيا الهلال .
