{ اكتمل الهلال بدرًا واستطاع ان ينهي مغامرات باسكال المدرب الفرنسي ولهجته المتعالية، وقد دخل الفرنسي وهو واثقاً من نفسه بأن فريقه سوف ينتزع النصر من الهلال ويعبر بفريقه إلى دور ال 16 ولكن نجوم الهلال رفضوا الاستفزاز ورفضوا العنجهية واعادوا شريط مباراة ناساروا النيجيري وهي تتشابه معطياتها تماماً مع مباراة الملعب المالي ، الهلال اسعد الجميع وشرّف الكرة السودانية امام الاندية الافريقية ومنح سجله ناصعاً للكاف وتأهل بجدارة وكل المتشائمين كانوا يرون ان الملعب سيفعلها وفقاً للعرض الرائع الذي قدمه الفريق بباماكو مما يميز نجوم الهلال انهم يلعبون بروح قتالية عالية ويلعبون بإخلاص لناديهم وهذا ما شاهدناه في عدة مباريات افريقية وهدفي الهلال في الملعب المالي انقذا النابي من الهجمة الاعلامية الشرسة التي كانت معدة له في حالة تعثر الهلال وخروجه من هذه الادوار ولكن النابي بتغييراته الموفقة استطاع ان يفاجيء الملعب المالي بتكتيك مضاد حيّر باسكال الذي اكثر من الوقوف والزعيق في لاعبيه. { الهلال تخطى عقبة لا نقول كبيرة ولكنها كانت عقبة في طريقة فالخروج من دور ال 32 يماثل تماماً أو يشابه الخروج من دور ال 64 والهلال اسعد جماهير الشعب السوداني غير المتعصبة والتي آزرت الفريق بروح وطنية عالية بمختلف انتماءاتهم والهلال لعب بالامس الاول باسم السودان هذا الوطن الجميل. { كان الجميع يتوقع ان يتعثر الهلال بنجيل استاد الخرطوم الصناعي الذي كما قال كروجر مدرب المريخ السابق بأنه السبب الاساسي في هزيمة المريخ امام كمبالا سيتي ولكن نجوم الهلال قالوا لا للنجيل الصناعي، وقد ثبت ان حكاية النجيل الصناعي مجرد مبرر فقط للهزيمة فليس هناك نجيل صناعي يتسبب في الهزيمة لأي فريق ولكن الروح والاستبسال والاصرار وبذل الجهد والعرق هم عوامل الفوز. { لقد سطعت اقمار الهلال في النجيل الصناعي واناروه بهدفين ناريين لقد كان جميع نجوم الهلال نجوماً في تلك الملحمة بدءًا بالحارس جمعة جينارو والذي واصل ابداعه ورحلة تألقه ووقف بالمرصاد لكل شاردة وواردة وكان الشاب اتير توماس كالعهد به يجيد الالعاب الهوائية ويجيد الضربات الرأسية وكان مدافعاً جسورًا تكسرت تحت اقدامه كل هجمات الملعب المالي. { وكان بشة البديل الذي صنع الفارق واصبحت صناعة الفارق ماركة مسجلة باسمه فهو لاعب نادر يجيد الوقوف واقتناص الفرص ولا ننسى ان انجاز الهلال الذي تحقق كان وراءه رجال قدموا الكثير للهلال في فترة وجيزة وهو مجلس التسيير الهلالي بقيادة المهندس الحاج عطا المنان فلولا توفير الاجواء وحل المشاكل التي تعترض الهلال لما كان هذا الفوز الذي تحقق، فمجلس الهلال الجديد ومنذ توليه قيادة الهلال عمل في صمت وحقق الانجازات في فترة وجيزة جدًا فلابد من تسجيل صوت شكر للمجلس الهلالي على هذه الانجازات الكبيرة التي تحققت في فترة قصيرة. { كما لابد من الاشادة بنجم الوسط نزار حامد الذي اعاد التوازن لخط الوسط بفضل حركته واستطاع ان يشل خط وسط فريق الملعب المالي الذي تسيّد خط الوسط تماماً في الشوط الاول. { كما لا ننسى العقرب بكري المدينة الذي لعب افضل مبارياته مع الهلال مؤخرًا فأدى بكري المدينة مباراة كبيرة وشكّل خطورة كبيرة بسرعته وحركته الدائبة واستطاع ان يصنع الهدفين، فالمخالفة الاولى ارتكبت معه وسددها مهند الطاهر والهدف الثاني ارسل عكسية محسنة لبشة الخالي من الرقابة وهو احد ابطال الملحمة. { لابد من التهنئة لجماهير الهلال التي وقفت وتدافعت نحو استاد الخرطوم وشجعت بحرارة وعادت للمدرجات بعد غيبة وهذه المباراة فاتحة خير لعودة الجماهير للمدرجات بعد غيبة. { ان انتصار الهلال حفظ ماء وجه الكرة السودانية بعد الخروج الحزين لأندية المريخ والاهلي عطبرة والاهلي شندي فلا يعقل ان تخرج جميع الاندية السودانية من المنافسات القارية. { نأمل ان يكون هذا الفوز دافعاً للهلال للسير قدماً في هذه المنافسة ونأمل ان يوقف مجلس الادارة الاحتفالات والكرنفالات والتكريمات فهذا ليس وقتها ويقيني ان البعض اتخذ من هذه المناسبات فرصة للظهور الاعلامي وفرصة للاعلان عن نفسه. { نأمل في تأجيل هذه الاحتفالات لمرحلة قادمة اخرى وهذا للاسف اسلوب تعودنا عليه فما ان يتخطى احد انديتنا أي فريق ويصعد لمرحلة قادمة إلا وكانت الاحتفالات هي القاسم المشترك والبعض يقوم بتحفيز بعض اللاعبين على حساب الاخرين وهذا اسلوب غير رائع وغير جميل فلا يمكن ان تفضل لاعباً على حساب الاخر فالتكريم من أي جهة يجب ان يتم بواسطة مجلس الادارة وليس للافراد فعلى أي جهة تريد تحفيز اللاعبين ان تتصل بمجلس الادارة وتضع الحافز ليقوم بتقسيمه بنفسه بدلاً من هذا التحفيز العشوائي. { التحية لنجوم الهلال وجماهيره ومجلس ادارته وجهازه الفني على هذا الانجاز. اخر الاشتات { تعجبني رائعة الفنان الراحل خضر بشير التي تقول: بالبدر أم بالزهر هم ما انصفوك يا جميل الاوصفوك كوكب منزه في علوك حسنك غريب وشخصك بعيد لو كان قريب انوارو آخذه بدون سلوك