نتناول اليوم منحى اخر في هذا العمود بعيدًا عن الزخم الرياضي وبعيدًا عن الكرة المستديرة والمشاكل التي تحيط بها . نخرج اليوم من الموسم المقلوب ومن الفاولات وركلات الجزاء الترجيحية وتصريحات المدربين المحفوظة وتصريحات الاداريين العنترية قبل المواجهات نخرج من كل هذا لنتحدث عن الزهور ونستنشق عبيرها الفواح ويبدو ان ثقافة رعاية الزهور في المجتمع السوداني غير منتشرة في السابق ولكنها الان اصبحت منتشرة فالكثير من الاسر تهتم بالزهور والدليل على ذلك كثرة المشاتل والتي تعج بألوان مختلفة من الزهور.. والزهور ذات رائحة ذكية وجميلة وتتفتح الازاهر في الصباح الباكر ويشتم الانسان عبيرها فيشعر بارتياح وقد تناول الشعراء السودانيين الزهور في العديد من قصائدهم فترى شاعر الطبيعة الراحل المقيم مصطفى بطران احد رواد فن الحقيبة يتحدث في قصيدته زمن الربيع فيقول زمن الربيع حلا وفتح الزهر بسام من طيبة شذاه الفاح يتجول النسام ويقول ايضاً تضحك الازهار ميتة بالفرحة اطرد الاحلام ياجميل واصحى.. والفنان السفير عبدالكريم الكابلي له اغنية رائعة تقول : نور وزهور وعطور استلم المجال والفنان الشعبي الراحل المقيم عبدالله الحاج يقول في قصيدته الرائعة زهرة السوسن زهرة السوسن عطرك الفواح للنفوس مسكن قلت ليك طلي وحي لو امكن قلت لي لا لا في الربيع احسن أما الفنان الراحل المقيم رمضان حسن فلديه اغنية ذائعة الصيت تقول كلماتها: الزهور صاحية وانت نائم داعبت شعرك النسائم وايقظت صوت الحمائم الزهور صاحية في الخميل وانت في نشوة ياجميل أما الفنان الراحل المقيم عبدالعزيز محمد داؤود فقد ابدع في اغنيته الرائعة زهرة الروض يازهرة الروض الظليل جاني طيبك مع النسيم العليل زاد وجدي نوم عيني اصبح قليل وتتواصل اغاني الزهور فنجد الفنان الراحل المقيم عثمان الشفيع يقول: الزهور والورد شتلوها جوة قلبي عشان حبيبو التذكارو ديمة عندي وشعراء الحقيبة ايضاً لم ينفصلوا عن وصف الزهور فهذا الشاعر يقول: زهرة حلة ساكنه فؤادي في اقصى محله والفنان الراحل المقيم وردي لديه اغنية حبيبي فكر وقدر ايه الجبتو ليك هدية ازاهر لا جواهر لا اغلى وحاة عيني وهكذا تتواصل الاغاني الخاصة بالزهور في مسيرة الاغنية السودانية وما اوردناه كان على سبيل المثال لا الحصر والاهتمام بالزهور ليس ترفاً والبعض يقول ان الاهتمام بالزهور من نصيب الاغنياء فقط ولكن أي انسان مهما كان مستواه المعيشي يمكنه ان يهتم بوضع الزهور داخل اسوار منزله ليصحو باكرًا ويستنشق عبير الزهور الفواح.. والزهور ذات فائدة عظيمة فهي الغذاء الاساسي للنحل.. فالنحل يلتف حول الزهور ويتغذى منه ليخرج العسل الذي ذكر في القرءان الكريم بأن فيه شفاء للناس.. فهل نهتم بالزهور ونحسن تنسيقها فهذه مرحلة رائعة وتجعل الانسان بأن له برنامج يشغله. فهل نجعل الاهتمام بالزهور وتنسيقها ثقافة عامة.. وكذلك يجب ان تهتم المحليات بالتشجير وتنسيق الزهور بالشوارع الرئيسة وبجوار الاحياء السكنية وتشييد الحدائق العامة ويمكن لابناء الحي ان تمنحهم المحليات أو الاراضي قطعة صغيرة يشيدون بها حديقة ليمارسون نشاطهم الاجتماعي، فالاهتمام بالتشجير وغرس الزهور من صفات الامم المتحضرة وهي من صميم المحافظة على البيئة واضفاء الجماليات على الطبيعة.. واعتقد ان بيت الجالوص العادي المفروش بالرملة كما كان في السابق وبالقرب من الزير القناوي الذي يكون تحته النقاع أي الماء الصافي افضل بكثير من الارضية الحديثة كالسراميك وغيرها وبجوار هذا المنزل المتواضع فهل نهتم بالزهور ونترك الحديث عن انها ترفاً لاطائل من ورائه. ٭ اخر الاشتات مبروك فوز الامل على مريخ الفاشر 2/صفر وهو اول فوز له في الدوري ونتمنى صحوة الامل لأنه احد الفرق الرائعة في الممتاز. مبروك فوز الامل