عظيم هو هلال السودان يشغل الساحة دائماً وابدًا فائزًا أو خاسرًا فتعثر الكتيبة الزرقاء المفاجئ امام الاهلي شندي في الاسبوع السابع للممتاز اضحى مادة دسمة للصحافة المريخية الحمراء، وللاسف الشديد ان بعض هذه الصحف عندما ينتصر الهلال ويشرف السودان في المحافل الافريقية والقارية لا تجد أي حرف على صفحاتها يشير لإنجاز الازرق القاري، فبدلاً من ان يركز كتاب المريخ في كيفية انتشال فريق كرة القدم المتعثر الذي اطيح به من الدور التمهيدي من دوري ابطال افريقيا اخذوا يشتمون ويقدمون النصح والارشاد للهلال، وصدق السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ الذي وصف الاعلام المريخي ب (الاعلام السالب) وهو أس البلاء في الكيان الاحمر وسبب نكساته وكبواته، فالذين يهللون ويفرحون لتعثر الفرقة الزرقاء تناسوا ان كرة القدم نصر وخسارة وتعادل، وهذا هو مصدر متعتها وحلاوتها، وتناسوا ايضاً ان مشوار الدوري الممتاز طويل وما زال في بداياته والفرقة الزرقاء بيدها قلب الطاولة في أي وقتٍ مع ان بطولة الممتاز ليست هدفها، بل وسيلة لتحقيق غاية على المستوى القاري تسعد الشعب السوداني. والشئ المحير الذي يدعو للدهشة والاستغراب ماذا كانت ستعمل تلك الصحف الحمراء وهي تحتفل بتلك الهستيرية لو فاز فريق المريخ على الهلال، والمعلوم ان الاهلي شندي هو الذي فاز على الهلال وليس المريخ وحقيقة الذي لا يأكل بيده لا يشبع ابدًا. تعتبر خسارة الهلال أمام الاهلي شندي مؤلمة وقاسية خاصة وانها قد جاءت بعد فرحة التأهل لدوري مجموعات ابطال افريقيا على حساب فريق ليوبارد الكنغولي العنيد، وكما قال المدير الفني للهلال التونسي محمد نصر الدين النابي: إن خسارة الفريق ليست محبطة لجماهير الهلال فقط، بل لمجلس الادارة الجهاز الفني ، ونؤمن أن وقفة الجماهير الهلالية الزرقاء مهمة للغاية في مباريات الازرق القادمة بالممتاز لإعادة الروح للاعبين ولنشد من ازرهم حتى يعود الفريق لسكة الانتصارات ليتهيأ اللاعبين نفسياً لما هو اكبر وهو بطولة دوري ابطال افريقيا لمرحلة المجموعات التي يحتاج الظهور المشرف فيها للفرقة الهلالية فيها لمجهودات ضخمة وجبارة من الجميع في الكيان الهلالي بتوفير جميع المعينات المادية والعينية التي تمكن اللاعبين من فرض سطوتهم في دور الثمانية لمرحلة المجموعات والتأهل للمربع الذهبي، ومن ثم النهائي والفوز بكأس الاميرة السمراء بإذن الله تعالى، ونكرر ان حاجة الهلال لجماهيره في هذا التوقيت بالذات مهمة للغاية لإعادة لحمة الفريق الهلالي ليفرض هيمنته على كافة الاصعدة المحلية والقارية والذي هو بالتأكيد اهل للالقاب وحصد البطولات، وتؤكد مرارًا وتكرارًا ان جماهير الهلال الوفية بذات الفهم العالي والراقي الذي يجعلها تحتل المدرجات في مباريات الفريق القادمة مقدمين الدعم والمؤازرة للاعبين حتى يعود الازرق مهاباً ليدخل الهلال مرحلة المجموعات في اجواء مثالية يحقق بها انجازات للكرة السودانية. حسناً فعل مجلس ادارة الهلال وهو يجدد الثقة في فريق كرة القدم والجهازين الاداري والفني خلال اجتماعه الطارئ بدار النادي برئاسة المهندس الحاج عطا المنان رئيس النادي، واعتبر المجلس الازرق ان خسارة الفريق امام الاهلي شندي دخلت فيها عدة عوامل وظروف، والهلال قادر على تجاوزها ومصالحتها ونحن نشيد بمنحى المجلس الهلالي في تجديد الثقة في لاعبي الفرقة الزرقاء والجهازين الفني والاداري للكتيبة الزرقاء في هذا التوقيت الحساس والحرج باعتبار ان قرارات غير حكيمة وهوجاء غير التي اصدرها مجلس الهلال كانت ستحدث ما لا يحمد عقباه في الكيان الازرق ومجلس الهلال بعزيمته القوية هذه قادر على قيادة فريق كرة القدم والعودة به لسكة الانتصارات على كافة الاصعدة المحلية والقارية. واشار المدير الفني للهلال التونسي النابي ان هناك اسباباً عديدة لخسارة الازرق امام الاهلي شندي في الدوري الممتاز وبعد ان أمّن الجميع ان ارهاق السفر وضغوط المباريات هو من الاسباب العديدة للهزيمة إلا ان العودة لحديث التونسي فيما يختص عدم قدرة لاعبي الكتيبة الزرقاء التعامل مع الافراح الزائدة وعدم التواضع امام الانتصارات الافريقية التي وصلت بالفريق لدور المجموعات لدوري ابطال افريقيا هما من الاسباب المباشرة لعدم كسب مباراة الاهلي شندي والتمسك بصدارة الممتاز. وحديث النابي له ما بعده حيث اراد ارسال الكثير من الرسائل اولها: لمجلس ادارة النادي بضرورة توفير وسائل النصر المريح للفريق في المنافسات القارية، وكذلك ضرورة انتزاع حقوق الازرق خاصة في جانب برمجة الممتاز حتى لا يتعرض اللاعبين للارهاق والاجهاد والاصابات. والرسالة المباشرة للاعبين هي ضرورة اصطحاب الاحترافية فيما يختص تحركاتهم وسكناتهم وتعاملاتهم وتفاعلهم مع الاحداث، فكرة القدم اضحت صناعة ومهنة تحتاج الاحترام والتقدير حتى تعطيك بمثل ما تعطيها، فالفرص ما زالت مؤاتية للاعبي الهلال للسير في درب الاحترافية باحترام توجهات مجلس الادارة والجهاز الفني وزملائهم اللاعبين وجماهيرهم، خاصة وان مشوار التنافس المحلي والقاري طويل وفي حاجة للاحترافية في كافة مجالات كرة القدم حتى تحقق انديتنا المرتجى.