الكرواتي برانكو مدرب المريخ هو أول مدرب يبرم صفقة مشبوة في تاريخ الدوري السوداني عندما ورط المريخ في صفقة البوسنى (نجاد) ثم عاد وتبرأ منه ،،، غارزيتو استجلب محترفين وحولهم إلى عصابة يهدد بها إدارة الهلال إذا تأخرت الحوافز والمرتبات، كما حدث في الإضراب الشهير الذي نفذه أعضاء الجهاز الفني والمحترفين خلال مجلس البرير ،،، تقرير: محمد الجزولي (مدربون أم سماسرة)؟ سؤال ظل يتبادر إلى أذهان الكثيرين في السنوات الأخيرة التي شهدت انفتاحاً واضحاً من الكرة السودانية نحو اللاعب الأجنبي المسمى مجازاً (محترف) وسط اتهامات مبطنة للمدربين الأجانب الذين يقومون بترشيح بعض اللاعبين الذين أشرفوا على تدريبهم في سنوات خلت، للإستعانة بهم في الفريق، ولم تكن فائدتهم توازي القيمة المادية التي حصلوا عليها نظير التعاقد معهم لسنوات قصيرة، بل إن معظمهم رحل قبل أن ينتصف عقده وحصل على أموال طائلة مقابل إنهاء عقده. العباسي يزيح الستار وفتح مولانا الطيب العباسي الأمين العام لنادي الهلال بالإنابة المسكوت عنه في ملف ترشيح المدربين للاعبين عندما قال في حوار له أمس الأول مع إذاعة (هوى السودان) إنه لا يستبعد وجود رائحة سمسرة من قبل البرازيلي كامبوس مدرب الفريق في مواطنه المهاجم سيرجيو الذي تعاقد معه النادي مؤخراً للمشاركة مع الفريق في مباراة الزمالك وكان في قائمة ال18، في الوقت الذي استفاد فيه الزمالك من مهاجمه الموريتاني دومنيك الذي سجل هدف فريقه الأول في المباراة. قد تكون تصريحات العباسي في حق كامبوس من باب الشك والريبة فقط، إلا أن هنالك بعض المعطيات تضع المدربين الأجانب الذين عملوا في السودان في دائرة الإتهام وأنهم سماسرة لاعبين أكثر من أنهم مدربين، بعد إصرارهم واشتراطهم على التعاقد مع اللاعبين الذين يقومون بترشيحهم، وقد فضح السنغالي إبراهيما سانيه مهاجم الهلال السابق مدربه غارزيتو الذي أبعده من المباريات وقال إنه مدين لغارزيتو بعشرة آلاف دولار لم يقم بدفعها لذلك قام بإبعاده من المباريات رغم الفائدة الكبيرة التي كان يقدمها للفريق في ذلك الوقت. لاعبون متورطون وبما أن باب الحديث عن سمسرة اللاعبين قد انفتح على مصراعيه، فإن هنالك عدد من اللاعبين قاموا بصفقات مشبوة خلال تدريبهم لأندية القمة (الهلال والمريخ) وأتوا بلاعبين كلفوا الناديين ملايين الدولارات دون أن يقدموا ما يؤكدون به أحقيتهم لهذه المبالغ الطائلة، ووجدوا أنفسهم في النهاية تحت دائر الاتهام. برانكو أولهم ويعتبر الكرواتي برانكو مدرب المريخ قبل ست مواسم هو أول مدرب يبرم صفقة مشبوة في تاريخ الدوري السوداني عندما رشح لإدارة المريخ في 2006م المدافع البوسني نجاد الذي كان مصدر سخرية وسط الإعلام والجماهير، ووجد برانكو نفسه مجبراً على إنكاره وتبرأ منه وقال إنه ليس اللاعب الذي يقصده وأن إدارة المريخ وقعت ضحية لأحد وكلاء اللاعبين الذي ورطها في صفقة (عمو نجاد) في ذلك الوقت. اوتوفيستر وآبالو فإذا كان برانكو هو صاحب السابقة الأولى في إبرام الصفقة المضروبة واتهامه بالسمسرة فإن أصابع الاتهام أيضاً لاحقت الالماني اوتوفيستر مدرب المريخ الذي جلب للفريق في موسم 2007 المدافع التوغلي ابالو والبرازيلي باولينو، حيث كان يعتمد عليهما بصورة أساسية في كل المباريات واتهمه الإعلام أنه قام بسمسرة في صفق آبالو الذي بلغ من العمر عتيا وكان سبباً مباشراً في حرمان الفريق من لقب الكونفدرالية 2007 بعد أن تسبب في أهداف الصفاقسي الأربعة التي هز بها شباك بهاء الدين في القلعة الحمراء، كما أن اوتوفيستر بعد أن عاد هذا الموسم للمريخ رشح ىالبرازيلي باولينو للعودة إلا أن طلبه قوبل بالرفض من قبل إدارة المريخ. غارزيتو والورطة وما حدث للمريخ تكرر بصورة أكبر في الهلال خاصة في عهد المدرب الفرنسي غارزيتو ذو الأصول الايطالية الذي قام بترشيح كل الأجانب الذين لعبوا خلال فترته وأصر على إنهاء عقد الزيمبابوي ادوارد سادومبا، مما أدى إلى اتهامه بالسمسرة جهراً وليس سراً، بل أنه ورط النادي في صفقات خاسرة على رأسها السنغالي دومنيك الذي لم يلعب أي مباراة مع الهلال بالإضافة إلى الغيني ايكانغا، وسانيه وتراوري، وما خفي أعظم، وذهب غارزيتو إلى أبعد من ذلك حيث كان يقوم بالصرف على أجانب الهلال من حر ماله، وحولهم إلى عصابة يهدد بها إدارة الهلال إذا تأخرت الحوافز والمرتبات كما حدث في الإضراب الشهير الذي نفذه أعضاء الجهاز الفني والمحترفين خلال مجلس البرير، وفي أكبر تأكيد على أن غارزيتو ليس مجرد مدرب، بل سمسار إنه قام قبل أيام بعرض لاعبين على إدارة الهلال عن طريق الدكتور حسن على عيسى مساعد الرئيس الذي اعتذر له وقال: إن صفقاته السابقة كانت مضروبة وكلفت النادي الكثير. كامبوس آخر المتهمين وها هي الدائرة تدور على البرازيلي كامبوس الذي أصبح هو الآخر متهماً بالسمسرة بعد أن قام بترشيح اثنين من مواطنيه المهاجم سيرجيو الذي أكمل إجراءات تسجيله ويترقب الجمهور ظهوره رسميًا في مباراة فيتا كلوب ليحكم على مستواه بالسلب أو الإيجاب، ولم يكتف كامبوس بسيرجيو، بل زاد عليه بمواطنه فالديسي لاعب محور ريسندي الذي سيصل الخرطوم اليوم للإنضمام للهلال بتوصية منه مما يؤدي إلى تقوية تهمة السمسرة التي وجهها له مولانا العباسي على الهواء مباشرة، مما قد يؤدي إلى اهتزاز صورته وسط جمهور الأزرق في حال فشل الثنائي. فإذا كان غارزيتو وكامبوس واتوفيستر قد اتهموا بتوريط الهلال والمريخ بصفقات مشبوهة فإن التونسي محمد عثمان الكوكي انتصر لترشيحاته وأبعد عنها تهمة السمسرة بعد أن ساهم العاجي اوليفيه والغاني غاندي في فوز المريخ بممتاز 2013 فيما لم تر ترشيحات مواطنه النابي، النور بعد أن قدم استقالته من تدريب الهلال، وترك المهمة لكامبوس الذي أصبح في دائرة الإتهام.