ليس غريباً أن يعترض المريخ على موافقة اتحاد الكرة على طلب الهلال بتقديم مواعيد مبارياته في الممتاز حتى يتمكن من إقامة معسكره الإعدادي بالكنغو برازفيل استعدادًا لفيتا وليس في الأمر عجب إذا رفض اتحاد الكرة طلب المريخ بتأجيل مباراته مع الشعلة ارقو في كأس السودان حتى يتمكن من إقامة معسكر خارجي بالقاهرة استعدادًا للممتاز. فطلب الهلال منطقي وعادل ومقبول لأنه يشارك في مجموعات دوري أبطال أفريقيا ويدافع عن سمعة الكرة السودانية وطلب المريخ مرفوض لأن معسكره سيكون ترفيهي وتغيير جو ليس إلا، وأن الممتاز السوداني لا يحتاج لمعسكر خارجي، وسودنة الجهاز الفني للمريخ خير دليل على ذلك، ولكن الغريب حقاً هو تلويح إدارة المريخ من انسحاب من الممتاز وكأس السودان في حال موافقته على تقديم موعد مباريات الهلال. واسمحوا لي أن أذهب بكم بعيدًا عن تلويح المريخ بالإنسحاب فهو مجرد فرقعة إعلامية لشغل الرأي العام وإيهام أنصار المريخ بأن مجلسهم قوي وقادر على إظهار العين الحمراء لاتحاد الكرة والرد بعنف ولكن في حقيقة الأمر أن تهديد المريخ يأتي على قولنا (نظام حركة بحركتين) لأن المريخ ليس يستطيع أن ينفذ قرار الإنسحاب لا اليوم ولا بكرة ولا بعد بكرة. فالموضوع الآن أخطر وأبعد من انسحاب المريخ، بعد أن أصبح الحديث جهرًا وعلناً عن مفاوضات المريخ لمهاجم الفريق بكري المدينة وأزيدكم من الشعر بيتاً أن المريخ قد فاوض بشة قبل بكري، وأن الوالي يريد بشة في المريخ بأي ثمن حتى يأمن شر هذا اللاعب الذي ظل يسبب كابوساً للمريخاب في كل مباريات قمة. والحديث عن اتفاق المريخ ومفاوضاته مع بعض لاعبيه الهلال في هذا التوقيت المقصود منه أولاً هو نسف استقرار الهلال الذي يستعد لمباريات حاسمة ومصيرية في مجموعات دوري أبطال أفريقيا أمام فيتا كلوب ومازيمبي والزمالك، فخروج الهلال من دوري أبطال أفريقيا يساوي عند المريخاب ألف بشة وبكري. ويتمثل نسف استقرار الهلال من قبل المريخ بزراعة بذرة الشك بين اللاعبين والجماهير، وكلما تراجع مستوى اللاعب في المباريات القادمة ستطارده تهمة الخيانة والإتفاق مع المريخ، رغم أن المريخ لايستطيع التعاقد مع أي من لاعبي الهلال بنص اتفاقية الجنتلمان الموقعة بين الطرفين والتي أمن عليها الحاج عطا المنان وجمال الوالي في فترة التسجيلات الأخيرة. وحتى الذين يلومون الهلال بالتفريط في إسماعيل صديق الطرف الشمال لمريخ الفاشر الذي تعاقد معه المريخ رغم أن رغبته في الانتقال للهلال كانت كبيرة، عليهم إدراك أن اتفاقية الجنتلمان هي من حرمت الهلال من إسماعيل صديق، الذي تفاوض معه المريخ أولاً. وبعيدًا عن اتفاقية الجنتلمان من حق بكري المدينة وبشة ونزار مفاوضات المريخ والبحث عن عرض أفضل لأنهما محترفين، ولكن إعلان مفاوضات المريخ للاعبي الهلال مطلقي السراح في هذا التوقيت يأتي من باب الفتنة، وإحداث بلبلة وسط الفريق، وشغل اللاعبين عن أداء واجبهم، خاصة وأن الثلاثي من العناصر المؤثرة في الهلال ونتائجه. وأتمنى أن يخرج علينا أحد كبار الهلال أصحاب المال ويعلن تكفله بإعادة قيد أحد اللاعبين الثلاثة حتى يحذو الآخرين حذوه، ويقفل هذا الباب ويطرد الضغوط النفسية عن اللاعبين الذين سيفكرون بلا شك في عرض المريخ حتى إذا كان وهمياً. وقبل الختام هل هنالك لاعباً هلالياً يفكر في المريخ؟، بعد هيثم مصطفى الذي فضل إنهاء مشواره مع الكرة على مواصلة اللعب مع المريخ.. أشك في ذلك.