لم تكن 1600 صوت التي حصل عليها صلاح ادريس كافية لان تحقق حلم عودة الرجل الي منصة القيادة الهلالية معركة الديمقراطية الهلالية التي قال عنها الامين العام المنتخب للنادي عماد أحمد الطيب بانها معركة انتهت بلا خاسر وان فوز تنظيم عزة الهلال بأصوات الناخبين يعني فقط انهم يتقدمون الآخرين بخطوة . لكن مسيرة الكيان تحتاج لان نمضي فيها معاً ومجتمعين . لكن حديث الامين العام بانه لا خاسر في المعركة يبدو فقط لغة دبلوماسية يحتاجها الفائز من أجل تنفيذ برامجه وتتوأم مع عملية فتح صفحات جديدة تتجاوز الماضي وتستشرق المستقبل. حسم من يدير الهلال ويتحمل مسؤوليته في الفترة القادمة هو المكسب الجماهيري الاول وهو يأتي عبر الصندوق الانتخابي رغم بعض التحفظات على ما حدث من كثيرين لكن تبقى هي الصورة المرسومة لانتخابات الاندية والتي تعكس أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية على الطريقة السودانية وهو ما يتطلب من الجميع القبول بها والسعي لتعديلها في مقبل الايام . الكاردينال رئيساً هو المكسب الذي خرج به الجمهور الهلالي الأن امام من يهتف له ساعة الانجاز ويحاسبه علي الاخفاق. العملية التي انتهت مساء الامس ستلقي بظلالها علي واقع باكر في الفريق الهلالي في ذات الوقت فان الورقة التي تم من خلالها الاختيار للرئيس اشرف يمكنك ان تكتب على جانبيها من الكاسب وعلي الجانب الاخر من الخاسر . وهو ما ينطبق ايضاً علي الورقة التي كتب عليها ان على صلاح ادريس معاودة الكرة في المرات القادمة . فوز الكاردينال وخسارة ادريس سترسم صورة اخرى لمن كسبوا ولمن خسروا في المعركة الإنتخابية. سيدا ربما يكون الخاسر الأكبر البعض وصف الانتخابات الهلالية الاخيرة بانها انتخابات هيثم مصطفي فحالة التباين الحاد في الهلال حول مستقبل القائد السابق كانت باينة في الحراك الانتخابي ادريس كان يحلم بعودته الي الرئاسة مصحوباً بعودة هيثم مصطفي للهلال وهو ما بدا واضحاً في المواقف الاخيرة التي تبناها النجم مع فريق المريخ مما ادى لاتخاذ قرار بايقافه وشطبه من الكشوفات أمراً اعتبره البعض انه عملية لتمهيد طريق العودة الي القلعة الزرقاء لكنها عودة ظلت مربوطة بعودة الارباب الى مجلس الادارة وهو ما لم يحدث بحسب ما قالت الصناديق اذن هي خطوة تعيد الفارس الهلالي لسبعة عشرة عاماً الي صندوق انتظار ما تؤول اليه الاوضاع التي لن تمضي في صالحه بعد خسارة الارباب وصعود المجموعة الاخرى المدعومة انتخابياً من صاحب قرار مغادرة كابتن الفريق كشوفاته الامين البرير . خسارة سيدا بدأت واضحة عقب اعلان النتيجة بفوز أشرف حين علق بعض الأهلة بالقول الان (سيدا سيشمها قدحة) عملية العودة لاكمال مسيرته في الفريق الذي شهد انطلاقاته او ان عليه الأن الانتظار ثلاث سنوات لتنتهي الدورة الانتخابية وان يصعد لمنصة القيادة آخرون يكون موقفهم مختلف عن الموقف الذي لم يعلن بعد وان كانت كل الحيثيات تشير الا ان فتي بحري هو أكبر الخاسرين من خسارة الارباب الانتخابية . كما ان الحالمون بعودة هيثم عليهم أعادة النظر في حساباتهم بعد ان قالت الديمقراطية كلمتها وربما يكون للمجموعة رأي آخر في اطار العمل علي جمع الصف الهلالي خلاصة الامر انه الأن على هيثم لعق خساراته واعادة حساباته في عملية تحديد المستقبل غامض الملامح. نمور دار جعل الكاسب الاكبر ظاهرة الأهلي شندي كانت من الظواهر الايجابية التي حضرت في الواقع الكروي السوداني في المواسم الاخيرة الحضور المختلف لنمور دار جعل في البطولات المحلية والخارجية لم يكن ليحدث لولا الدعم منقطع النظير الذي يمنحها اياها الراعي الرسمي للفريق صلاح ادريس الذي اتجه نحو شندي حين مغادرته الهلال ونجح في بناء فريق له الكلمة العليا في المواجهات وفي كثير من الاحيان تحديد مسار البطولات ليست ادل على ذلك ان الفريق استطاع ان يلحق الهزيمة بالهلال في الدورة الاولى وخرج المريخ بنقطة في شندي. الفريق الذي يمثل الارباب دعامته الاساسية كان سيفقد هذا الدعم في حال جاءت النتيجة بفوز صلاح بمقعد الرئاسة الهلالي وعدم حدوث هذا الامر يجعل الامر وكان مصائب الخسارات الانتخابية عند الشنداوية مكاسب . فليست امام الارباب الان سوى المضي في أكمال مسيرته الناجحة مع النمور وعلى النمور الاستمتاع بالدعم لحين عودة الصناديق الهلالية الى النادي في نسخة التنافس الجديد. المشهد في نهايته يخبرك انه بعد ان قالت الصناديق كلمتها فان الخسارة تتجاوز الخاسر منصب القيادة الى من يخسر قيادة النجوم داخل المستطيل الاخضر حكاية بدايتها بصلاح ونهايتها هيثم لكن في نهايات الخسائر مكسب جديد تهطل سحائب خيره في شندي التي تحتفظ الان بتميز فريقها وممثلها في الدوري السوداني الأهلي باعتبار ان خيركم خيركم لاهله وهو ربما ما سيفعله ادريس بعد ان غادر سباق الرئاسة الهلالية. لكن بعيداً عن حسابات الكسب والخسارة فان الهلاليون ينتظرون واقعاً بلا مواجهات وبلا حساسيات وبلا تصفية للحسابات من قبل الصاعدين الجدد لمنصة الادارة الهلالية الكاردينال ومجموعته فهل يفعلون ذلك ام ان قدر الهلال هو الخروج من صراع ليسقط في صراع آخر