ظاهرة خطيرة انتشرت في ملاعب الخرطوم .. بانت بوضوح في مباراة الهلال والرابطة كوستي امس في بطولة سوداني للدوري الممتاز وهي غياب الجمهور عن الحضور إلى الاستادات .. ولاحظنا المدرجات خالية في مباراة طرفها احد قطبي الكرة السودانية .. ولاحظنا ايضاً ان الاهتمام بالمباريات المحلية قد قل كثيرًا .. وكاد ان يتلاشى في بعض الاحيان لدرجة ان البعض لا يعرف ان الهلال سيلعب اليوم .. أو المريخ سيلعب غدًا .. وهذه ظاهرة مخيفة..!! ومن الضروري جداً ان نتوقف كثيرًا وليس قليلاً عند هذا العزوف الجماهيري المخيف .. ونراجع الملفات الحمراء والصفراء والزرقاء والبيضاء لنعرف السبب .. لأنه اذا استمر الحال على ذات المنوال سيأتي يوم لا نشاهد فيه مشجعاً واحداً في المدرجات .. وستموت البطولة المحلية وتنتهي حكاية القمة وحلاوة التنافس ..!! وفي الوقت الذي يكسر فيه الدوري السعودي الارقام القياسية في الحضور الجماهيري .. تراجعت النسب بشكل مذهل في الدوري السوداني .. وقال تقرير للشرق الاوسط (إن الجولة الأولى بالدوري السعودي حفلت بأرقام قياسية أخرى منذ البدء بإعلان الأرقام؛ حيث شهد أعلى حضور جماهيري في جولة واحدة التي وصل مجموع حضورها إلى 139.1 ألف متفرج، وأعلى حضور جماهيري في مباراة واحدة الذي كان في لقاء الاتحاد والفتح بمدينة الملك عبد الله الرياضية بمحافظة جدة والذي حضره 58.8 ألف متفرج؛ وذلك وفقاً للأرقام التي تعلن عبر شاشات الملاعب ويرصدها موقع احصائيات الدوري السعودي وأكد النويصر على أن ارتفاع نسبة الحضور الجماهيري جاء مع بدء استخدام ملعب مدينة الملك عبد الله، والذي يتسع إلى 62 ألف متفرج، وكذلك ارتفاع مستوى الفرق المنافسة في الدوري في السنوات السابقة، التي يتكرر فيها بطل كل موسم، حيث شهد دوري المحترفين في سنواته الست السابقة خمسة أبطال، وكذلك ارتفاع مستوى الخدمات المقدمة للجماهير في الملاعب والخدمات الكبيرة التي يقدمها الراعي الرسمي للجماهير ومشاريعه للجمهور الرياضي) . قبل سنوات لم يكن الدوري السعودي بهذا الحضور الجماهيري الكثيف .. لكن الادارة السعودية الخبيرة عملت واجتهدت ونجحت في تحويل الدوري الصغير إلى اكبر واجمل الدوريات في الوطن العربي وفي آسيا وافريقيا ايضاً .. وكانت البراعة في ابتكار عناصر الجذب واغراء الجماهير للحضور إلى الاستادات .. وبدأت العملية بالجوائز والهدايا الضخمة .. ثم انتقلت إلى لون اخر بتطوير البطولة نفسها وطرق اللعب وتنوعها ونوعية اللاعبين .. فأصبح الجمهور حريصاً على الحضور للاستمتاع بالعروض والفرجة ..!! ملاعبنا ما عادت جاذبة للجماهير .. لا جوائز ولا هدايا .. ولا كورة حلوة ..!! هذا الوضع المخيف سيؤثر على الدوري السوداني .. وعلى الكرة السودانية بشكل مباشر وسينعكس سلباً على سمعة البطولة في الخارج .. اننا ننشد بطولة مجهولة الابطال .. نتعرف فيها على بطل جديد في كل موسم على نحو ما حدث في الدوري السعودي الجميل . ............................ العرض ما زال مستمرًا حول قضية بيروري ..!! غداً نواصل بدون فواصل .