تعتبر مدينة نيالا التي تقع في الجذء الجنوبي من دارفور الكبري المدينة الثانية في السودان من حيث المساحة والسكان بعد العاصمة المثلثة (الخرطوم وام درمان والخرطوم بحري) وتفوق بورتسودان والابيض وودمدني وهي المدينة التجارية الاولي واغني المدن قبل اشتعال الحرب التي عمت ولايات دارفور منذ العام (2003) باعتبارها البوابة المؤدية الي تشاد وافريقيا الوسطي التي اشتهرت بتجارة (البن والاخشاب) تضم نيالا ثروة حيوانية ضخمة وهي اجمل مدن السودان علي الاطلاق وتضم كبار التجار الذي قدموا اليها من ولايات السودان المختلفة علي راسهم خضر محمد الامين وعثمان بابكر وهما خالا نجم المريخ السابق خالد احمد المصطفي والراحل الصادق حمد النيل والد الاعلامية المخضرمة الاستاذة عفاف الصادق زوجة الفنان ابوعركي البخيت وهاشم النقيب واسرة الكوارتا والشقيقان علي وابراهيم الشريف واحمد الدومة وخالناالعزيز عبدالماجد الحضيري والكثير من الاسماء الراسمالية التي ساهمت في انعاش الاقتصاد السوداني وفي تطور المدينة الرائعة والمخضرة. انجبت مدينة نيالا الافذاذ في الرياضة والفن والثقافة والسياسة علي راسهم الدكتور علي الحاج والشفيع احمد محمد وحامد تورين وحسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس السابق الحاج ادم يوسف والفريق صديق محمد اسماعيل النور الامين العام السابق لحزب الامة القرمي والموسيقار العالمي حافظ عبدالرحمن مختار افضل حارس مرمي مرة في تاريخ هلال نيالا ومنه احترف في هلال الابيض والموسيقار الراحل بدر الدين عجاج والفنان عمر احساس واحمد شارف وينتمي اليها الفنان الراحل زيدان ابراهيم ابن رهيد البردي التي تغنا لها الفنان العملاق صلاح ابن البادية وانجبت نيالا عمالقة في كرة القدم من اداريين ولاعبين منهم الفريق الطيب عبدالرحمن مختار شقيق الموسيقار حافط عبدالرحمن واسامة عطا المنان امين خزينة الاتحاد العام للكرة ومن ابرز نجوم الكرة الراحلين مايكل روك نجم التحرير البحراوي وعزالدين الليت نجم الموردة العاصمية وكليهما لعبا للمنتخب الوطني والامين جلاب وعبدالحليم كانو وصالح بهجة وطلال قجة ومالك (الهلال العاصمي) عبدالله شروط وفتحي نيالا (المريخ العاصمي) والشقيقان اشرف ويحي ديسي (الموردة العاصمية) وعشرات النجوم باندية الدوري الممتاز. مدينة بهذا التاريخ العريق ومستواها الرفيع في كرة القدم قبل سنوات مضت الا انها تراجعت كثيرا وفشلت في الصعود للدوري الممتاز مثل شقيقتها مدينة الفاشر التي تتمتع بفريقين في الممتاز هما (الهلال والمريخ) والان موردتها تنافس في التاهيلي، نيالا في عهد اداريها الافذاذ بالاندية والاتحاد المحلي امثال الراحل الصادق حمد النيل والراحل استاذ الاجيال وابو الكل محمد حسين برقدار والفريق الطيب عبدالرحمن وحسن محمد احمد (ابوالقوانين الرجل الامين) والاستاذ المعتق (جنوبي) الذي يحظي باكبر شعبية في المدينة والراحل النذير حسن جلود والراحل الدكتور خالد والاستاذ علي يونس والمهندس الصادق ميرغني حسين زاكي الدين (الصادق ريكي) والضابط الاداري الفذ محمد احمد امين والعقيد موسي والراحل عبدالله شمو، في عهد هاؤلاء كانت نيالا متطورة في كرة القدم وتشارك انديتها في منافسات كاس ودوري السودان وتصل لمراحل متقدمة تعادل الان الممتاز، نيالا والي وقت قريب كانت الاقرب للصعود للدوري الممتاز عن طريق الهلال (ثلاثة مرات متتالية) في معارك بكل من (عطبرة مرتين ومدني مرة) ولكن بعض ضعاف النفوس من ابنائها بالخرطوم (باعو نيالا لاجل مصالحهم الشخصية) وساهمو في صعود فرق اخري وحرمو هلال مدينتهم من الصعود للدوري الممتاز منذ سنوات، في الفترة الاخيرة فشلت نيالا في التاهل للدوري الممتاز بسبب الاهمال الكبير لحكومة ولاية جنوب دارفور التي لم تضع الرياضة من اولوياتها ولم تخصص لها الدعم مثلما فعل ومازال يفعل والي شمال دارفور الاستاذ كبر الذي لعب كرة القدم بالفاشر واحترفها في هلال كوستي كمهاجم، ولانه رياضي اصيل دعم الكرة في ولايته ونظم افضل بطولات سيكافا للاندية عكس الحكومات المتعاقبة علي ولاية جنوب دارفور وللاسف بدلا من ان تدعم هذه الحكومات الرياضة تغولت علي الساحات والميادين مثل ملاعب المريخ والموردة والاسعاف والتحرير وشيدت عليها مؤسسات حكومية احداهما مؤسسة عدلية وحولت ساحة وميدان المولد الذي كان يضم شباب المدينة من الاحياء المختلفة يمارسون نشاطهم الرياضي الي (شبكة مواصلات) وصارت نيالاالمدينة الوحيدة في السودان بلا ساحات داخلية بالاحياء وحتي مركز الشباب العريق تحول الي خراب وشيدت فيه صالة للافراح لاندري الي اي جهة تتبع ومن المستفيد من دخلها. الرياضة في نيالا غائبة عن اجندت حكومة ولاية جنوب دارفور التي كان يمكن لها ان تستقل كرة القدم وتحقق من خلالها استقرارا امنيا وسياسيا وتساهم في رتق النسيج الاجتماعي، لكن للاسف اوكلت المهمة لشخصيات افرزتها الاحداث بالولاية لاعلاقة لهم بالرياضة بعيدين عنها وعن قوانينهات، والدليل علي ذلك مايحدث الان في النادي الاهلي العريق من تداخل في الاختصاصات ما بين الوزير الضعيف وموفوضية الرياضة التي تعمل بلا امكانيات وهو امر معيب حقا ويبدد الحلم بالصعود للدوري الممتاز، وحتي الاندية تغول عليها اناس لاندري من اين اتو (لا فهم ولا تخطيط) يبخلون بدعم انديتهم من حر مالهم عكس الاداريين السابقين بل همهم المصلحة واستقلال موارد النادي وبدلا من البحث عن دعم للفرق تتصارع الادارات علي (الطلمبة) من يفوز ومن يستفيد من الطلمبة والفريق ومستقبله غير مهم. في السابق كان هناك اداريون رغم ضعف الامكانيات لهم فكر ادارو به افضل الاندية ومثال لذلك الاستاذ الجليل (جنوبي) وهو معلم بسيط تتلمذ علي يده 80٪ من ابناء المدينة وكون فريق اطلق عليه اسم (الجيل) وبتخطيطه وفكره نجح في ان يجعله الضلع الثالث للقمة الهلال والمريخ واصبح فريق الجيل هو المفرخ الوحيد للنجوم في نيالا واستفادت منه الاندية كثيرا ونتمني الاستعانة به والاستفادة من تجربته، لكي تتطور الكرة في نيالا ويصبح للمدينة فريق في الدوري الممتاز ويكون خير سفير لها يجب ان تضع حكومة الولاية خطة لدعم النادي الذي يمثل الولاية في التاهيلي وان تدعمه دعما سخيا يمكنه من الاستعانة بجهاز فني مؤهل له الخبرة والدراية الي جانب دعم الفريق بلاعبين من خارج الولاية بمواصفات محددة مثلما تفعل اندية الولايات الاخري وليس تسجيل لاعبين انتهت صلاحيتهم اوالاعتماد علي اللاعب المحلي الذي تنقصه الكثير من المقومات. تخيلوا مدينة مثل نيالا بلا استاد لانها استادها الموجود الان عبارة عن حوش كبير كان يسور في العهد القديم بالخيش والقماش ومع مرور الايام تم تسويره بالطوب ولم يضاف اليه جديد، حيث لامقصورة بالمعني المطلوب ولا مدرجات للجماهير وحتي النجيل الذي تم بمجهود من اتحاد الصادق ريكي تبدد الان بسبب استقلال الاستاد للمناسبات والحفلات والتخاريج العسكرية (داسو) علي النجيل حتي فارق الحياة علي علم ومسمع ومراي من المسؤلين في وزارة الشباب والرياضة التي اصبحت وزارة للترضية السياسية، عيب كبير ان مدينة مثل نيالا بلا استاد ومدينة الفاشر التي كنا نري انها اقل قامة من نيالا تحولت الي مدينة حديثة في كل شئ تضم افضل الاستادات الموجودة في الولايات المختلفة (الاستاد الرئيسي واستادالنقعة) والنقعة هذه كانت ساحة وسط المدينة عبارة عن مستنقع لمياه الامطار ومصدر للباعوض حولها الوالي كبر الي تحفة معمارية يزورها الناس للاستمتاع بها واصبحت استاد بمواصفات دولية محاط بالمواقع الاستثمارية التي تدر دخلا وفيرا للرياضة. الاستاد اسامة عطا المنان امين خزينة الاتحاد السوداني لكرة القدم ابن من ابناء المدينة البارين وهو من اسرة عريقة ينتطره دور كبير ليلعبه من اجل تصحيح المسار الخاطئ وتقديم الدعم الفكري والفني بالتخطيط السليم حتي نري نيالا في الدوري الممتاز،،